التسوية في إجازة الأعياد، ولكن هناك أجواء ومعطيات تنبئ بتوافر مناخات، «ميني ايجابية» على ان تتحول الى ايجابية بالمطلق في حال نجحت الاتصالات التي تجري على غير صعيد من اجل ولوج الحل بغية تطبيق وتنفيذ مبادرة الرئيس سعد الحريري الآلية لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
هذا ما تشير اليه مصادر في تيار المستقبل التي تتحدث عن حركة اتصالات واسعة النطاق وعلى غير خط وصعيد بعد عطلة العيد ويتوقع لهذه الغاية وصول موفدين غربيين واقليميين الى لبنان لدفع اللقاءات الباريسية الى الأمام وترجمتها لانتخاب الرئيس العتيد، وفي هذا المجال علم ان الاتصالات تتركز على خط الرياض – طهران لا سيما انه من الأساس مسألة الاستحقاق الرئاسي عالقة في ايران منذ انطلاق حركة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي أوقف مساعيه بطلب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قال لأحد المسؤولين اللبنانيين بأن طهران رمت كرة الرئاسة في الداخل اللبناني وأيضاً أحاط هولاند دوائر الفاتيكان في هذا المعطى.
من هذا المنطلق فان الاتصالات الجارية بين الرياض وطهران عادية تقول المصادر نفسها وليس هناك من توافق على تسوية بينهما وإن كانت الرياض أبلغت المعنيين بأنها مع انتخاب الرئيس باجماع اللبنانيين وتوافق المسيحيين تحديداً، انما ثمة خلافات عميقة ما زالت قائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية حول ملفات المنطقة برمتها بدءا من حرب اليمن الى حرب السورية ودعم طهران النظام السوري والقتال الى جانبه الى مسألة حزب الله، لكن وكما تم التوافق حول «قبة الباط» يوم ولادة الحكومة السلامية، ثمة توقعات من اكثر من جهة اقليمية وغربية تؤشر وتصب في سياق «قبة باط» أخرى رئاسية وهذا ما تبدى من خلال تعيين المملكة سفيراً جديداً لها في طهران ولذلك دلالات تبقي العلاقات الديبلوماسية قائمة ومستمرة بين البلدين وصولاً الى ما جرى في فيينا ولاحقا في نيويورك بمعنى تزاحم الحلول الدولية لترجمتها فعلياً على غير صعيد ان على مستوى الساحة اللبنانية من خلال الضغط على الحلفاء للسير في المبادرة الباريسية ومن ثم على مستوى الحل للملف وللأزمة السورية وإن كان هذا الامر يبدو صعباً في هذه المرحلة نظراً لما يحيط به من تشابك اقليمي ودولي ولحجم هذا الدمار الهائل وصولا الى مواصلة الحرب على مستويات كبيرة.
وتقول المصادر أن هناك ايجابيات وبعض الانفراجات والاشارات على خط الملف اللبناني بمعنى ثمة توافق قد يحصل بينهما اي بين الرياض وطهران على المبادرة الرئاسية ولكن ليس في وقت قريب على اعتبار ان ايران فرملت التسوية ورفعت من سقف شروطها لجملة اعتبارات أولا فقدت الورقة السورية التي كانت تمسك بها سياسياً وميدانياً والتي آلت الى روسيا بحيث باتت موسكو الآمر الناهي في سوريا، وعليه تحول الدور الايراني الى الساحة اللبنانية وبات يلعب ورقته من خلال الاستحقاق الرئاسي ليستفيد لبنانياً على خط حلفائه وثم اقليميا في ملفات اخرى.
واخيراً تعتبر المصادر في تيار المستقبل ان الاسبوعين الأولين من العام الجديد من شأنهما توضيح وبلورة ماهية الموقف الايراني والى أي مدى سيتجاوب مع التسوية المطروحة عبر دعمها من خلال ممارسة الضغط على حلفائه والى الآن يمكن القول أنه حتى الساعة ليس هناك من أي ايجابيات ملموسة بل اشارات لا أكثر ولا أقل بحيث لا تصرف في اي مكان.