لا زالت تفاعلات القطيعة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وايران تتفاعل والامور سائرة باتجاهات غير واضحة المعالم وخصوصا حول مدى تأثير هذا الاشتباك الاقليمي على الداخل اللبناني ولا سيما ما يتعلق بالتسوية الرئاسية النائمة في ادراج القوى السياسية المعنية دون اغفال انها اصيبت بصدمات قبيل قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وعليه تقول مصادر في تيار المستقبل انه ليس في الافق اي تسوية جديدة او مبادرة او صيغة معينة بل الجميع مصدوم مما جرى على اعتبار ان اطلاق الرئيس سعد الحريري المبادرة الرئاسية حرك هذا الركود القائم حول الاستحقاق الرئاسي.
وتوقعت المصادر وفق معلومات بالغة الدقة بان يحصل تحرك غير مسبوق على المستوى الدولي بغية عدم تفاعل وتنامي الخلافات الايرانية – السعودية وهناك تحركات في هذا الصدد تجري على اعلى المستويات وتحديدا ان البعض يسعى لعدم انعكاس ما حصل على الساحة اللبنانية اذ هناك مخاوف من ان يتحول الاشتباك الاقليمي الى الداخل اللبناني على اعتبار معالمه انطلقت فور قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وها ما تبدى من خلال الهجوم الغير مسبوق من قبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على الرئيس سعد الحريري والذي يصب في خانة التهديد ما يذكر بمراحل ما قبل العام 2005 وما بعدها.
ومن هذا المنطلق اكدت المصادر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان مستاء من هذه الحملات وهو الذي ينقل عنه صدمته الكبيرة جراء قطع العلاقات السعودية – الايرانية وحيث كان يعول كثيرا على تقاربهما من اجل امرار الاستحقاق الرئاسي وخلق حالة استقرار وتحريك كل الملفات السياسية والاقتصادية وغيرها. باعتباره يرى مدى اهمية هذا التقارب على الساحة اللبنانية وعليه ثمة اجواء بان رئيس المجلس قام بسلسلة اتصالات في الساعات الماضية لعدم خلق اي تداعيات جرآء هذه الاجواء الاقليمية المشحونة على لبنان واتصل ببعض الاطراف المعنية لهذا الغرض كذلك تمنى من خلال المقربين لضرورة عدم انعكاس ايضا الخلاف الايراني السعودي على حوار حزب الله تيار المستقبل وعلى الحوار الوطني بشكل عام.
وتلفت المصادر المذكورة الى ان موفدين غربيين سيصلون لبنان قريبا جدا من اجل التهدئة السياسية والامنية وحض جميع القوى على ضرورة التزام ضبط النفس خصوصا بعد التوتر في الجنوب اثر عملية مزارع شبعا وكذلك من خلال المواقف السياسية المتشنجة لبعض القوى والتي من شأنها ان تترك تداعيات سلبية على الداخل اللبناني.
اما بشأن الاستحقاق الرئاسي تقول المصادر ان المجتمع الدولي ووفق جهات غربية يهمه في هذه المرحلة بالذات ان يبقى الاستقرار قائما في لبنان ويعتبره اولوية ولكن ثمة امور اخرى تجري معالجتها على المستويين الاقليمي والدولي وتصب باتجاه الملف السوري والان ثمة امر مستجد تمثل بقطع العلاقات بين ايران والسعودية وهذا الموضوع يأخذ حيزا اساسيا من الاتصالات والمساعي القائمة من دول عواصم القرار واخرى اقليمية لتجنب الاسوأ في هذه المرحلة التي تشهد ايضا صراعات وحروباً لا مثيل لها في المنطقة، ما يعني ليس هناك من اي اجواء او مناخات توحي بحلول ما على مستوى الاستحقاق الرئاسي في ظل هذه الخبطة الاقليمية والدولية والغليان السائد اقليميا بفعل ما يجري على عدة محاور عربية واقليمية وخليجية.