Site icon IMLebanon

سفراء غربيّون يعملون على خط الرابية لثني عون عن أيّ خطوة تصعيديّة

كثرت التكهنات والتحليلات والاستنتاجات حول ما سيؤول اليه الوضع الحكومي، على ضوء التهديدات بسحب «التيار الوطني الحر» لوزرائه من الحكومة السلامية على خلفية التمديد المرتقب للقادة الامنيين والذي بات بحسب المطلعين على بواطن الامور امرا محسوما وقد المح اليه المعنيون، وفي طليعتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعلى طريقته، ما يعني ان البعض يتخوف من فراغ حكومي او هزة قد تصيب الجسم الوزاري، وبالتالي تطيح بالحكومة، الى ما هنالك من سيناريوهات يجري التطرق اليها في هذه المرحلة.

وهنا تشير مصادر سياسية عليمة الى ان بقاء الحكومة خط احمر لدى المجتمع الدولي، وهي بالنسبة اليه حاجة لا يمكن التفريط بها في هذه الظروف المصيرية التي يجتازها لبنان والمنطقة، والا «فلت الملق» واستبيح البلد من كل حدب وصوب حتى تصبح كل الاحتمالات واردة على مستوى التدهور الامني والاقتصادي. وعليه ان كل حراك عواصم القرار باتجاه لبنان، ان عبر الاتصالات المباشرة او من خلال الموفدين الدوليين، الى دور السفراء الغربيين المعتمدين في ذاك البلد، فذلك يصب في خانة المساعي الايلة الى ترسيخ الاستقرار، وبالتالي هذه الاتصالات والمشاورات انما هي مع الحكومة اللبنانية دون سواها والتي تتولى مقاليد السلطة في لبنان خصوصا في ظل الفراغ الرئاسي. من هذا المنطلق، ترى الاوساط ان استقالة اي فريق سياسي من الحكومة، انما هو قفزة في المجهول وعواقبها وخيمة ليس على طرف سياسي من هذه الجهة او هذا المحور وذلك، بل الخراب يصيب الجميع دون استثناء وتمييز بين فريق وآخر.

وفي سياق متصل علم ان الرئيس نبيه بري قام باتصالات مع معظم الاطراف المشاركة في الحكومة بما فيها التيار الوطني الحر وكانت له تحذيرات من مغبة اقدام وزراء التيار على الاعتكاف او الانسحاب من الحكومة. وفي غضون ذلك ترى الاوساط المعنية ان الظروف الراهنة غير مطابقة للمواصفات والظروف التي كانت محيطة بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة يوم استقال منها وزراء قوى الثامن من اذار، وبالتالي ان حزب الله لا يجاري حليفه العوني في الاستقالة، مما يشكل له احراجا كبيرا ومعنى ذلك فرط الحوار مع تيار المستقبل، اي انه يدرك مخاطر هذه اللعبة غير محسوبة النتائج. من هذا المنطلق تكشف الاوساط عن اتصالات تجري بعيدا عن الاضواء محورها الرئيس بري بالتكافل والتضامن مع حزب الله، بغية اقناع العماد عون بالتروي وعدم الاقدام على اية خطوة في هذه المرحلة، اي استقالة وزرائه. وبمعنى اخر هنالك تفتيش عن مخارج قد ترضي جنرال الرابية بمكان معين دون توسيع بيكار مطالبه او توجهه نحو «فشة خلق» بالحكومة التي لن تسقط في حال استقال منها وزراء التيار او اي مكون سياسي اخر.

وتلفت الاوساط الى ان المجتمع الدولي لا يسمح باسقاط الحكومة كونه على بينة من كل تفاصيل الاجواء السياسية في لبنان وخصوصا في اطار الفراغ الرئاسي وحيث هنالك استحالة لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب لجملة اعتبارات وظروف، اضافة الى الحروب المحيطة بلبنان وما يجري على حدوده، اذ العمليات العسكرية على تخوم لبنان. لذا ثمة معلومات عن اتصالات يقوم بها بعض السفرآء الغربيين على خط الرابية لثني العماد عون عن اية خطوة لا تسهم في ترسيخ الاستقرار في هذه المرحلة التي يجتازها لبنان. وعليه ان الاتصالات الجارية تتولاها اكثر من جهة داخلية وخارجية نظرا للمخاطر الناجمة عن اية هزة حكومية.