Site icon IMLebanon

حرص غربي على الاستقرار: جنّبونا اجتياح النازحين!

مساعٍ إقليمية لكشف لبنان أمام مشاريع التقسيم

حرص غربي على الاستقرار: جنّبونا اجتياح النازحين!

«الغرب حريص جدا على عدم تعريض الاستقرار اللبناني للاهتزاز، وثمة استعداد غير محدود للمساعدة في كل ما يطلبه لبنان لمعالجة النزوح السوري وعدم تسربه باتجاه دول الغرب».

هذه خلاصة حديث مرجع رسمي مع سفراء غربيين شرعوا، فور وقوع التفجير في محلة فردان، في رصد التداعيات والابعاد للتفجير.

لكن المرجع لا يخفي، في احاديثه امام السفراء، القول «ان الحماقة لدى جهات اقليمية بلغت مبلغا صار معه توقع اقدامها على افتعال الازمات والكوارث التي تصب في خانة الارهاب، أمرا قائما، ومسارعة هذه الجهات عبر تسريبات ومواقف وتحديدا ما نشر في وسائل اعلامها الممول من الحكومات، الى التصويب بعد التفجير باتجاه واحد، كان بمثابة الادانة لها والكشف عن وجهها المجرم الذي يريد العودة بلبنان الى مسارات جهنمية عاشها عقب الزلزال الكبير الذي اودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وما تلاه من اغتيالات وصفت حينها بأنها غب الطلب لتمرير مشاريع تكبّل لبنان بجميع سلطاته وتضعه تحت انتداب من نوع آخر».

ما ابلغه المرجع الى مراجعيه من الديبلوماسيين «ان اي دفع بالساحة اللبنانية لاستيلاد حوادث التفجير الارهابية من جديد، وفق خطة مدعومة من جهات اقليمية ودولية، سيؤدي الى كشف لبنان امام كل انواع المخاطر، في ظل الاوضاع القائمة في سوريا حيث نار الحرب يشتد سعيرها ودخلت الى خيارات وخطوط جديدة، الامر الذي سيضعف قدرة الدولة على الوقوف بوجه مشاريع مقايضات الامم لاسقاط دول وحدود على مساحة المنطقة». ويلفت النظر الى انه «اذا كان الهدف اخضاع الارادة اللبنانية للقبول بسيادة منقوصة او سلطة مبتورة، نحن نقول تفضلوا وساعدوا لبنان للتغلب على ازماته التي تفاقمت نتيجة ما جنته ايديكم على مساحة الوطن العربي والذي اثقل على لبنان امنيا واقتصاديا واجتماعيا، وعوّق امكانية تماثل واقعه السياسي الى الشفاء عبر اعادة الحياة الى مؤسساته الدستورية».

يقدم المرجع لسائليه من السفراء، شرحا مطولا عن مسار الاحداث والتحديات التي مرّ بها لبنان، لينتهي الى خلاصة معبّرة تقول «ان لبنان، الذي بمقاومته وبوحدته الوطنية هزم العدو الاسرائيلي وكل محاولات سوقه مجددا الى فتنة مذهبية، لن يسمح بأن يكون مجددا مكسر عصا او حقل رماية او مدى لمناورات تطل برأسها بين الحين والآخر، لا تخدم الا العدو الاسرائيلي والارهاب التكفيري».

ويضيف المرجع ان اللبنانيين لن يتورعوا عن سلوك اي خيار لرفض القبول بمشاريع ترهنهم مجددا بعدما بذلوا الكثير وما زالوا، ليحافظوا على وطنهم ويدفعوا عنه المخاطر، «والدم اللبناني الذي يسيل في سوريا هو لمنع تحويل لبنان ساحة سائبة للرهانات والمغامرات ولحماية حق الشعب بحياة آمنة ومستقرة».

اما النصيحة التي كررها المرجع على مسامع السفراء فهي «الاسراع في تلبية حاجات لبنان لمواجهة تحديات النزوح السوري على مختلف الاصعدة، لان لبنان بحاجة الى المزيد من الدعم الدولي، واذا لم ينتبه المجتمع الدولي الى واجباته تجاه لبنان ويمنع عنه المخططات الخبيثة، فهذا يعني ان الوضع ذاهب الى مزيد من التفاقم بما يضع لبنان في عين عاصفة النار التي تجتاح المنطقة، وحينها ستمتد النار اكثر فاكثر باتجاه الغرب، لان الفوضى ستؤدي بشطآن وموانئ لبنان الى ان تكون منطلقا لاجتياح الالاف من النازحين جميع دول حوض البحر المتوسط، ولن تسلم من التداعيات اي دولة من دوله».

ما يجعل المرجع متفائلا ان الكلام الذي سمعه من السفراء «حمل مضامين تؤكد شديد الحرص على عدم تعريض الاستقرار اللبناني للاهتزاز، ومرة جديدة لمست حرصا دوليا على لبنان لا اجده عند بعض القيادات والسياسيين اللبنانيين».