IMLebanon

«فاقدو الأهلية»

 

 

هل تقرأ «الجماعة السياسية» ما يُكتب ويُعمّم عن لبنان في الإعلام الخارجي وبالذات في الإعلام الغربي، لاسيما ما يتناول جماعة بني سياسة اللبنانية؟

 

لا شك في أن العالم منشغل عنّا في شؤونه ومصالحه الذاتية، وتحديداً في أوروبا الغربية، وبالأخص الإعلام الفرنسي الذي تأخذه، في هذه الأيام، الأزمة المصيرية التي يواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون وهو غارق فيها الى أبعد عمق، ويكاد لا يجد حتى الآن، أي بوادر حلٍّ منطقي، وقد بات مصيره الشخصي بل ومصير الجمهورية كذلك على المحك. ولكن لا يزال ثمة مجالٌ لتناول الشأن اللبناني.

 

في أي حال، وفي عَودٍ على بدء، إذا تسنّى لأهل السياسة أن يقرأوا ما يتردد عنهم لبادروا الى الاعتزال، أقلّه خجلاً إن لم يكن لأسباب أخرى، وما أكثرها، وهي تبدأ بالفساد وتمر بالارتكابات وقد لا تنتهي عند إفلاس الأخلاق.

 

الى ذلك يكاد يتوافر شبه إجماع على اتهام الطاقم السياسي، عندنا، بأنه «فاقد الأهلية». إذ لم يكتفِ هذا الطاقم الفاسد بتحليل المحرّم، وبسرقة أموال الأطفال والأرامل واليتامى(…) بل هو يذهب الى الإمعان في ذلك، ولا يرف جفنٌ لهذا الطاقم الفاسد وهو يرى البلد يسرع من انهيار الى تدهور، ومن تحويل أي مسألة الى قضية، وهذه الى أزمة، وهذا الى مأزق… والأخطر أن من تدور عليه الدوائر هو الشعب المقهور، الذي يبحث عن جزء جزيء من ودائعه فلا يجدها، وعبثاً يبحث عن برهة راحة وطمأنينة فتفلت من بين يديه، وكأنه يقبض على الريح، أو في أحسن الأحوال كمن يقبض على حفنةٍ من رمال سرعان ما تتناثر حبيباتها في الهواء…

 

وكثيراً ما يوجّه الإعلام الخارجي الانتقاد الشديد الى الشعب اللبناني الذي يسمح لهؤلاء الفاسدين أن يمعنوا في إيذائه وإذلاله، وكأن ما يصيبه أمر طبيعي.

 

وينال مجلس النواب الكثير من الانتقادات الشديدة، الى درجة أن كلمة «فاشل» باتت صفة شبه ملازمة لِـ «سيّد نفسه» الذي ليس سيّداً ولا بلّوط …

 

وأما حكومة تصريف الأعمال فيقال فيها ما لم يقله مالك في الخمرة، وثمة تساؤل مشروع يتردّد مراراً وتكراراً، وهو: طالما أن هذه الحكومة تمارس دوراّ يتخطّى الدستور، على نطاق واسع في مبدأ «النطاق الضيق» لتصريف الأعمال، فلماذا لم تقر، بعد مشروع الموازنة العامة للسنة 2023؟!. ولماذا لم تحقق شيئاً في مواجهة الانهيار الشامل؟!.

 

ويذهب الإعلاميون، في الخارج، الى حدّ الكلام على «العجز المعيب والمخزي» المتمثل في فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس الجمهورية، بسبب تبعية الكثيرين من النواب الى أصحاب المصالح التي يقدمونها على المصلحة الوطنية.

 

وأما الكلام على «فاقدي الأهلية»، فيستتبعه كلام بالغ الخطورة عن ضرورة «الوصاية»… وهذا كلام يطول في وسائط الإعلام الأوروبي – الغربي.