تتجه الاوضاع في لبنان الى مزيد من التأزم حيث الملفات الخلافية آخذة في التفاقم وتحديدا على مستوى ملف قادة الاجهزة الامنية والتمديد لهم اذ ستخاض حرب داحس والغبراء من قبل «التيار الوطني الحرّ» لمنع هذا التمديد، وهنا عُلم ان معظم الذين التقاهم العماد ميشال عون ولا سيما رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لم يحصل منهم على اجوبة تؤدي الى الغرض وذلك نظرا لحساسية الموضوع ودقته في هذه الظروف المفصلية التي يجتازها لبنان ناهيك الى الوضع المفصلي الذي يعيشه البلد وحيث الرهان يبقى على الجيش اللبناني لمواجهة الارهاب والتصدي له، وبمعنى اخر فإن اي مسّ لهذا الدور وتحديدا على صعيد قيادة الجيش فيه الكثير من المغامرة غير المحسوبة النتائج في توقيت غير اعتيادي.
هذا ما تشير اليه اوساط سياسية عليمة ترى في ابعاد ما يحل على خط التمديد او عدمه لقادة الاجهزة الامنية فيه خفايا ترتبط ارتباطا مباشرا بالاستحقاق الرئاسي وهذا امر واضح ولا يمكن تجاوزه من خلال عمليات جسّ النبض ومعرفة اتجاهات القيادات المعنية ولهذه الغاية فإن ما يُطرح اليوم قد يكون ملف خلافيّ لا بل تفجيري داخل الحكومة وخارجها اي على امتداد الساحة المحلية برمتها وهذا ما ستكشفه المرحلة المقبلة التي تنحو باتجاهات تصعيدية ومواقف نارية ربطا بهذه المسألة الاّ في حال حصلت حولها تسوية معيّنة وان كان هناك اتجاه من قبل المعنيين بغية ترك الامور الى اوقاتها بمعنى خلال الستة شهور قد تحصل امور كثيرة واحداث وتطورات والى حينها كما يقول احد المراجع السياسية «يخلق الله ما لا تعلمون».
واكدت الاوساط ان البلد والمنطقة يمرّان بمحطات وظروف صعبة وقد تنقلب الامور خلال هذه الفترة رأسا على عقب امام ما يمكن ان يحصل داخليا واقليميا لا سيما وان التقارير والمعلومات التي ترد الى المعنيين من سفراء غربيين واجواء استخباراتية ينبئ بأشهر مفصلية وتحديدا على مستوى العمليات العسكرية ولم تفاجأ اكثر من جبهة سياسية بما يحدث اليوم في القلمون وعرسال وريف دمشق وسواها لأن ذلك متوقع حتى ان ايّ متغيرات ورسائل قد توجه للجهات المعنية على خلفية معارك اليمن والعراق فستكون الارض السورية ارضا خصبة لها على اعتبار ان الهدف العقائدي وخلفياته واحد من اليمن الى العراق فسوريا.
في حين ينقل عن مسؤولين غربيين بأن لبنان ليس اولوية لدى المجتمع الدولي ازاء ما يجري في اليمن والعراق وسوريا والانظار الدولية متجهة نحو هذه الدول المشتعلة ولكن ثمة حرص دولي على استقرار لبنان وهذا امر حاسم وتتبدى معالمه من خلال الدعم المستمر للجيش اللبناني عبر تسليمه وخصوصاً من المكرمة السعودية والتي بلغت مراحل متقدمة مع قرب وصول الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي، اضافة الى ما تقدم عليه تقول الاوساط ان معظم الدول الكبرى مع دعم المؤسسة العسكرية بالسلاح ومرد ذلك ينبع من حرص المجتمع الدولي على الاستقرار في لبنان، وانما على خط الاستحقاق الرئاسي ليس هنالك من اجندة دولية تجاه هذا المعطى.