التقديرات لا تنفي احتمال الذهاب إلى مواجهة مع إسرائيل!
سؤال غربي برسم «حزب الله»: هل تعود إلى لبنان بعد حلب؟
«ثمة تبدل كبير في الآونة الأخيرة في الموقف الغربي من لبنان وسوريا». بهذه الكلمات يلخص ديبلوماسي غربي الموقف الغربي الحالي حيال هذين البلدين.
طبعاً، لا تزال الديبلوماسية الغربية تعتبر الرئيس السوري بشار الاسد «طاغية»، مرددة أن «لا مكان له في اي حل سياسي في سوريا مستقبلا»، لكنها بدأت تسلم بإمكان بقائه في السلطة لفترة زمنية غير محددة، في ضوء الوقائع الميدانية المتدحرِجة، خصوصا في الشمال السوري.
كذلك تسلم الديبلوماسية الغربية في إمكان سيطرة قوات النظام السوري وحلفائه على الأحياء الشرقية في حلب «في مستقبل قريب»!
لذلك، فإن السؤال الذي يطرحه ديبلوماسيون غربيون على محاوريهم اللبنانيين هو التالي: ماذا بعد السيطرة على حلب، هل سيعود مقاتلو «حزب الله» الى لبنان أم انهم سيواصلون القتال في مناطق اخرى في سوريا، انسجاما مع القاعدة التي حددها لهم أمينهم العام السيد حسن نصرالله بالقتال «حيث يجب أن نكون».
يبين السؤال ان القوة العسكرية للحزب والخبرات التي اكتسبها مقاتلوه طوال سنوات الحرب في سوريا تقلق السفارات الغربية في بيروت.
أما تطور مواقف الديبلوماسيين الغربيين في لبنان، فقد أصبح ايضاً ملموساً، إذ إنه بعد الانتقادات اللاذعة التي كان يوجهها هؤلاء الى تدخل «حزب الله» في الحرب في سوريا، اصبحوا اليوم يعتبرون ان التدخل في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية مثل القصير والقلمون «يمكن تفهمه إلى حد كبير»، لكنهم يسألون: ماذا يفعل «حزب الله» في حلب؟
وبعد التطورات الميدانية الأخيرة في منطقة حلب وما يُحكى عن انجازات عسكرية للمقاتلين اللبنانيين المتمرسين هناك، يسأل الديبلوماسي الغربي: ماذا يريد ان يفعل «حزب الله» بهذا الفائض من القوة بعد الانتهاء من معارك حلب؟
يربط الديبلوماسي هذا السؤال بما بات يعرف بالاستعراض العسكري الذي نظمه «حزب الله» في منطقة القصير، لمناسبة «يوم الشهيد»، عشية عيد الاستقلال في لبنان، ويعتبر ان العرض «كان رسالة واضحة الى الحكم الجديد في لبنان بأنه بات من المستحيل إضعاف الحزب». لكنه يسأل: «ماذا يريد حزب الله ولماذا هذا الاستعراض الضخم وغير المسبوق في هذا التوقيت بالتحديد وأي رسائل كان يود إرسالها من خلاله؟»
يعتقد الديبلوماسي نفسه أن معركة حلب مفصلية للنظام السوري وحلفائه، ولكن من الجائز الاستنتاج أنه بعد الانتهاء من هذه المعركة، لم تعد مشاركة «حزب الله» في المعارك في سوريا ضرورية. لذلك، من المرجح بنظره، ان يعيد «حزب الله» قواته الى لبنان!
لذلك، يضيف الديبلوماسي الغربي «قرر الحزب توجيه رسائله الى الداخل اللبناني بضرورة التهيّب منه ومما يمثله ليس كقوة محلية بل إقليمية، من دون إغفال حقيقة أن العرض في القصير تزامن مع هجمة ديبلوماسية عربية تهدف الى استيعاب العهد اللبناني الجديد وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين لبنان والدول العربية الخليجية تحديداً.
في ظل هذا الواقع، يسأل الديبلوماسي الغربي نفسه: «ماذا يريد حزب الله من لبنان وقد أصبح قوة عسكرية إقليمية؟ وكيف سيتم التعامل معه من قبل السلطات اللبنانية؟»
يؤكد الديبلوماسي انه من المستحيل ان تعتبر الدول الاوروبية «حزب الله» قوة حليفة في محاربة الارهاب، «واذا كان هذا الرهان موجودا عند «حزب الله»، فهو مخطئ كثيرا».
لذلك، يعتقد الديبلوماسي أن خيارات «حزب الله» تبقى محدودة، وسيكون عليه إما الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية، أو محاولة التحرش باسرائيل التي تتهيأ لحرب مقبلة مع لبنان.
«الخياران سيئان»، حسب الديبلوماسي الغربي، «وعلى اللبنانيين ان يتوصلوا سريعاً الى تفاهمات سياسية لقطع الطريق امام مثل هذه الاحتمالات».
ويضيف ان ما يشهده لبنان الآن هو سباق بين الحلول والمشاكل ولا خيار امام الغرب سوى متابعة برامجه لدعم القوى الشرعية اللبنانية بوجه تعاظم نفوذ «حزب الله» في الداخل.