IMLebanon

تقرير غربي: لبنان فاكهة متدلية ومخاطر الجمود السياسي أقرب إلى جحيم!

«حزب الله قد يقْدم عاجلاً على خيارات حاسمة لتجنب فقدان الفرصة الرئاسية»

تقرير غربي: لبنان فاكهة متدلية ومخاطر الجمود السياسي أقرب إلى جحيم!

يعتقد التقرير الغربي أن عودة المناخ الإيجابي الذي اجتاح عواصم القرار المعنية بالشأن اللبناني لن يكون قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف

يقول تقرير بحثي غربي انه مع تعثر تقدم الحل السياسي في اليمن، تعتقد بعض عواصم القرار ان لبنان هو راهنا كالفاكهة اليانعة المتدلية التي تنتظر من يقطفها سياسيا. ويشير الى ان اكثر الانطباعات رواجا في هذه العواصم هو ان لبنان يمكن أن يشكل المساحة المشتركة التي في إستطاعتها ان تكون بداية ولو عسيرة للحوار بين  طهران والرياض، متى توافرت الرغبة لدى الطرفين للعودة الى فكرة أن لبنان قادر على أن يشكل هذه المساحة المشتركة في هذا الجزء من المنطقة.

يضيف التقرير: من غير الواضح كيف ومتى سيتم حل المأزق الرئاسي. لكن ما يبدو أكثر وضوحا هو أن الضامنة الخارجية التقليدية غير قادرة أو راغبة في الوقت الراهن في دفع أصحاب المصلحة اللبنانيين الى الاتفاق على حل رئاسي. على هذا الأساس، وفي الوقت الذي تستهلك الرياض وطهران وقتهما وجهدهما في الأزمات السورية واليمنية والعراقية، من غير المحتمل أن العاصمتين المتنافرتين أن تنظران الى لبنان كمنطقة تحضن تدابير لبناء الثقة بينهما. ويضع هذا الوضع المعقّد عبئا أكبر على القوى اللبنانية المتنافسة التي تمانع في الوقت الحاضر تظهير ليونة سياسية قد تسهم في خفض التوترات المحلية تمهيدا للاستجابة لمجموعة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.

ويأخذ التقرير على البنية السياسية فشلها في تقاسم السلطة، هي في الاساس فريدة من نوعها، للاتفاق على رئيس جديد، المسيحي – الماروني في العرق. ويعتبر انه منذ رحيل الرئيس ميشال سليمان في أيار 2014، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد، بفعل الانقسامات بين جميع الأطراف الرئيسية، وبسبب تكتيكات حزب الله الذي يرمي الى منع اكتمال النصاب القانوني اللازم لانتخاب رئيس.

ويلفت التقرير الى واقعة ان مناخا ايجابيا في كانون الأول 2015 اجتاح عواصم القرار المعنية بالشأن اللبناني في ديسمبر (كانون الاول)، مفاده ان ثمة صفقة يجري التحضير لها لملء الشغور في الرئاسة اللبنانية (في إشارة الى ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية)، وان اتفاقا محتملا حول هذه القضية بين إيران والمملكة العربية السعودية قد يدفع منطقة الشرق الأوسط سريعا إلى الأمام بعيدا من الجحيم. غير أن أمرا ما طرأ لم يكن في الحسبان، يتعلق تحديدا بتأزم غير مسبوق في العلاقة السعودية – الايرانية، بدد المناخ الايجابي الى حين، يعتقد البعض انه لن يكون قبل الانتخابات الاميركية الرئاسية في الخريف المقبل.

ويرى ان حسابات داخلية أفشلت بدورها الصفقة الرئاسية، أبرزها إرجاء حزب الله اتخاذ قرار نهائي في الشأن الرئاسي، ربما في محاولة لرفع السعر. اذ ان مجرد انحسار الاختيار بين العماد ميشال عون وفرنجية هو مكسب كبير لحزب الله الذي باتت مصلحته في مزيد من الصبر حتى يأتي لعون بما يكفي من الدعم، أو حتى تقديم رئاسة فرنجية في سياق صفقة جذابة، لا سيما في ظل التشققات التي تلحق بفريق 14 آذار نتيجة الخيارات الرئاسية المتباينة. كل ذلك شجع حزب الله على محاولة مراكمة المكاسب المتأتية خصوصا من الصراع السوري، في سبيل الحصول على أقصى قدر من التنازلات. ومن المرجح أن يسعى الحزب الى القيام بدور أكثر بروزا عبر مؤسسات الدولة اللبنانية، رغم المعارضة التي تبدو قوية بما فيه الكفاية لرفض المطالب التي من شأنها أن تضعف إلى حد كبير اتفاقي الطائف والدوحة.

ويلفت التقرير البحثي الغربي الى ان إيران والمملكة العربية السعودية اللتين سبق أن  نشرتا نفوذهما في البنيان الإنشائي اللبناني، مشغولتان راهنا في المساحة القتالية السورية، حيث يوحي التصعيد انهما ليستا مستعدتين لحل رئاسي لبناني، ويفضلان تجميد الوضع في لبنان بديلا من حل او تصعيد، لكن خيار التجميد، وفق التقرير، هو تساوي مساوئه خيار التصعيد، وكلاهما يقودان الى جحيم لبناني!

غير أن التقرير يتوقع أن يقْدم حزب الله على خياراته الحاسمة عاجلا وليس آجلا، لتجنب فقدان الفرصة بغية الاستفادة من اللحظة الرئاسية المؤاتية له، خصوصا ان لكل القوى الإقليمية حاليا أولويات ملحة أخرى، وسبق لها في الاعوام الأخيرة أن قلصت مشاركتها المباشرة في السياسة الداخلية اللبنانية، بما يتيح للحزب، وفق القراءة الغربية ان يفرض شروطه في الرئاسة والمشاركة في صنع القرار وربما بعض التعديلات الدستورية التي تتيح له تصحيح ما يعتبره اجحافا لحق به وبالمجموعة الشيعية نتيجة اتفاق الطائف.