IMLebanon

تقارير غربية عن ضوء اخضر اميركي – اسرائيلي للمواجهة في سوريا والهدف حزب الله

 

خلافا للعادة، لم يتأخر الاعلام الاسرائيلي هذه المرة في الكشف بصراحة بعيد دقائق من حصولها عن هدف غارة سلاح الجو في الداخل السوري، والتي تراوحت بين استهداف مصنع للذخيرة او مركز لحزب السلاح، فيما بقيت ساحة المواجهة السماء اللبنانية،فالغارات الاربع نفذت من فوق الاراضي اللبنانية وصواريخ الدفاعات الجوية السورية انفجرت فوق قرى البقاع.

واذا كان ليس هناك من شيئ جديد في الخبر حتى اللحظة، الا ان اللافت بحسب مصادرديبلوماسية غربية هو تزامن الغارة مع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي الى طهران والمواقف التي تم اطلاقها، مذكرة بان الهجوم ما قبل الاخير كان عشية وصول وزير الدفاع الروسي الى تل ابيب تزامنا مع الظهور المفاجئ لرئيس الاركان الايراني في دمشق، معتبرة ان تل ابيب وبعد فشلها في اقناع موسكو بابعاد الجمهورية الاسلامية وحلفائها لمسافة اربعين كيلومترا من الحدود السورية الجنوبية، واكتفاء الاخيرة بشريط بعرض 5 كلم، مرتابة من التقارب الروسي-الايراني،رغم كل ما يقال عن تضارب مصالح.

ورأت المصادر ان الغارة الاسرائيلية جاءت بمثابة رسالة واضحة الى ان تل ابيب لن تسمح بتمرير اي تسوية لا تراعي مصالحها في المنطقة، ايا كان اطرافها، كاشفة عن تقارير وصلت الى بيروت تتحدث عن ضوء اخضر اميركي لتل ابيب للتحرك في الميدان السوري واطلاق عملية تصاعدية ضد حزب الله، هدفها قطع طريق امداداته وطرق تنقل مقاتليه بين سوريا ولبنان، لادراك الطرفين ان المصلحة الحالية تقضي بابقاء الصراع محصورا في سوريا، رغم ان النوايا الاسرائيلية غير بريئة وباتت واضحة في محاولتها كسر قواعد الاشتباك في لبنان.

وتكشف المصادر ان هذه الخطة تتزامن مع ما يردده وزير بارز في الحكومة عن ايام صعبة تنتظر لبنان، وعن «مواجهة» مع مجلس الامن لا احد يمكنه ان يتنبأ بنتائجها، نتيجة مساع بدأت في الكواليس لاعادة تفعيل القرار 1559 عبر اصدار مجموعة من القرارات «التنفيذية» والتي قد يكون اولها قرار بفرض الرقابة على طول الحدود اللبنانية – السورية لفصل حزب الله جغرافيا عن المحيط وفي سوريا تحديدا، خصوصا ان اكثر من دولة لن تمانع في المشاركة وفي مقدمتها روسيا خصوصا بعد ان زال خطر الارهابيين عن الحدود، متابعا بان ذلك لا يمكن ان يحدث دون تسخين تكفلت اسرائيل بتحقيقه عندما تحين الساعة.

واذا كانت اسرائيل قد اعادت هدف الجهوم الى الاسباب التقليدية فان اوساط مقربة من الثامن من آذار حذرت من محاولات اسرائيل الاستفزازية في نقل المواجهة الى لبنان وهو ما ترى فيه حارة حريك خط احمر كفيل باشعال حرب لا هوادة فيها، لن تكون كالحروب التي سبقتها،مشيرة الى ان هدف اسرائيل الاساسي من استهداف الاراضي السورية من فوق لبنان هو عدم استفزاز الدفاعات الروسية عملا بالاتفاق بين الطرفين لتجنب اي احتكاك، وهو السبب الرئيسي ايضا في الاوامر المعطاة للدفاعات الجوية السورية بالتصدي لتلك الطائرات فورا دون الرجوع الى القيادة، غامزة من قناة الدولة اللبنانية التي لم تحرك ساكنا حتى الساعة لوقف الاستفزازات الاسرائيلية من فوق الاراضي اللبنانية،غير مبالية بالمخاطر التي قد توصل اليها تلك السياسة.

وتكشف الاوساط ان سلسلة الانتهاكات الاسرائيلية للاجواء اللبنانية ان عبر تحليق الطيران او الاستهداف لمواقع سورية، هي موضع متابعة رسمية الى جانب ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة قضم جزء من الأراضي اللبنانية عبر التخطيط لتشييد جدار عازل على الحدود مع لبنان، حيث الدوائر المختصة اعداد شكوى لرفعها الى مجلس الامن ، فور مباشرة تل ابيب عمليا ببناء الجدار، تزامنا مع الطلب الى قوات اليونيفيل تنظيم محضر «ربط نزاع» بهذا الخصوص عملا بمقتضيات القرار 1701، وعملا بمهمتها بالحفاظ على الستاتيكو القائم وفق هذا الخط، اذ ان واي بناء لجدار اسرائيلي يشكل خرقا فاضحا وتعديا عليه، لجهة النقاط المتنازع عليها بين الجانبين.

غير ان ثمة في لبنان من يقرأ الرسالة الاسرائيلية على انها رسالة روسية غير مباشرة ولكن مقصودة، لاظهار التزامها بمصالح اسرائيل الامنية، بان تلك النظرية على امتناع الدفاعات الجوية الروسية عن التدخل في كل مرة تستهدف فيه الطائرات الاسرائيلية الاراضي السورية، وصولا الى تكرار موسكو انه غالبا ما يتم اطلاعها قبل دقائق عن الغارات، داعية الى ترقب التطورات خلال الاسابيع المقبلة التي ستكشف المستور على محور العلاقات الروسية-الايرانية.

فهل هي رسالة اسرائيلية -روسية مشتركة للجمهورية الاسلامية؟ ام هو تغريد منفرد لتل ابيب المتضررة من بعض بنود التسويات في المنطقة؟ ويبقى السؤال الاهم حول «الاحلى» الذي ينتظر لبنان بحسب السبهان، وعلاقته بما حدث.