يوم اطل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مؤتمره الصحافي الشهير بعد ساعات على اعتقال عماد جمعة بالصدفة، متحدثا عن مشروع امارة اسلامية تسعى لمنفذ بحري اختير ان يكون مرفأ طرابلس، مستندا الى وثيقة عثر عليها مع جمعة، سربت فيما بعد الى وسائل الاعلام في حملة رد الهجمة التي تعرض لها العماد جان قهوجي، اثير جدل كبير بين مؤيد ومعارض، وبين من اعتبر في الامر مبالغة، ما دفع بـ «الجنرال» الى اعادة تأكيد معلوماته في حديثه الى صحيفة «لو فيغارو»، مدعما هذه المرة باعترافات بالجملة للموقوف نفسه.
فمعمودية الدم التي خاضها الجيش في طرابلس بامتدادها العكاري، كانت ضرورية لاعادة الامن والاستقرار الى المدينة وتطهيرها من المسلحين، بعيدا عن مزايدات «الامارة الاسلامية»، اذ تلفت مصادر امنية الى ان المجموعات والخلايا النائمة في الشمال عموما كانت موضع رصد ومتابعة من قبل الاجهزة الامنية والعسكرية، رغم المفاجأة الصادمة والغير منتظرة التي شكلتها خلية المنية بقيادة الشيخ حبلص، خاصة بعد سلسلة الهجمات والتعديات التي تعرض لها العسكريون خلال الفترة الماضية، حيث سعى المعنيون الى وضع خطة مبنية على معلومات دقيقة حددت اماكن تواجد المطلوبين، بانتظار اللحظة المناسبة للقضاء عليهم، دون الانجرار الى مواجهة مفتوحة لا قدرة لاحد على احتمال نتائجها البشرية والمادية .
فالمعركة التي انتهت بانتصار على «الطريقة اللبنانية»، اصابت بشظاياها عصفورين على حد قول المصادر، الاول أمني من خلال تطهير مدينة طرابلس من المسلحين، وكشف الخلايا الارهابية النائمة في طول لبنان وعرضه، ودخول الجيش لاول مرة الى عمق باب التبانة، اقله شكلا حتى الساعة،لحسب المشككين، واسقاط نظرية المتآمرين من ان الشمال بيئة حاضنة للارهاب، وهو ما سهل تحرك الجيش بسهولة بدعم شعبي واضح عبر عنه قائد الجيش صراحة في اكثر من محطة، معطيا شهادة حسن سلوك للشماليين، والثاني سياسي، تجلى في الموقف الحكومي والوطني عامة والسني خاصة، الذي وفر الدعم للجيش في معركة تطهير لبنان من الاصولية السنية، بدعم عربي ودولي.
واشارت المصادر الى ان في توفير الضوء الاخضر للجيش للتحرك اسكت المشككين، بعد الانتقادات التي وجهت للخطة الامنية البقاعية والتي كان اعنفها من وزير الداخلية في ذكرى اغتيال اللواء حسن، في عملية نوعية استباقية تستهدف اهم معاقل سرقة السيارات ومتفرعاتها في بلدة بريتال، خصوصا بعد ورود اكثر من معلومة حول امكانية عودة التفجيرات الى الداخل اللبناني واستهدافها مناطق في بيروت، بحسب مصادر متابعة للعملية العسكرية.
واكدت مصادر في 14 آذار ان اسم الرئيس المستقبلي تحددها تداعيات المواجهة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الارهاب، حيث طرابلس جولة من جولاتها، ونتائج الحرب الدولية ضد «تنظيم الدولة الاسلامية» الذي سيرسم المستقبل الجيوبوليتيكي للمنطقة ودولها، ليبنى على الشيء مقتضاه لجهة هوية واسم المرشح مع توسع مروحة الوسطيين سواء السياسيين منهم او العسكريين، حيث تردد اوساط الرابية حقها بتسمية الرئيس- العسكري في حال رست الامور في هذا الاتجاه.
اشارة الى ان هناك تقاطع المعلومات المستقاة من مصادر غربية عن انفراج ما في الملف الرئاسي في المدى المنظور، مستندة الى ان استمرار ربط ملف لبنان تارة بنتائج المفاوضات النووية واخرى بتطور مسار العلاقات السعودية – الايرانية وطورا بالوضع السوري لن يؤدي سوى الى الحاق الخسارة بالفئات اللبنانية التي تعرقل الانتخابات قبل غيرها، مستشهدة بموقف السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل من بكركي حيث دعا اللبنانيين الى اتخاذ قرار الانتخابات في اسرع وقت والتعويل على مكامن القوة في الدستور.