IMLebanon

دعم غربي للرئيس المكلّف لمواجهة إستحقاقات إقتصادية داهمة

دعم غربي للرئيس المكلّف لمواجهة إستحقاقات إقتصادية داهمة

إتصالات سورية-إيرانية مع حزب الله لإنجاز الحكومة قبل إستحقاق ٤ تشرين الثاني 

 

كثرت التحليلات السياسية والإعلامية في الساعات الماضية على خلفية الحديث المتلفز للرئيس المكلف سعد الحريري، وسط تفاؤل حذر ساد الساحة الداخلية في ظل موجة تساؤلات عن الأهداف والأسباب التي عجّلت في عودة الاتصالات على خط بعبدا- بيت الوسط وبالتالي قرب تشكيل الحكومة خلال العشرة الأيام المقبلة في حال لم يحصل ما يفرمل ولادتها لا سيما وأن الصورة حتى الساعة غير واضحة المعالم وثمة عقد لا زالت في مكانها، وتحديدًا على خط القوات اللبنانية وعدم وضوح كيفية حلّ العقدة الدرزية.

هنا تشير مصادر سياسية متابعة لمسار التأليف إلى أن الرئيس الحريري لم يحسم ولادة حكومته لو لم يكن يملك معطيات بالغة الأهمية والأمر عينه لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسائر الزعامات والقيادات السياسية التي ستشارك في الحكومة الحريرية المرتقبة، وهنا تكشف الأوساط عن قبة باط إقليمية دولية ساهمت في إضفاء أجواء من التفاؤل فرضتها استحقاقات إقليمية ودولية داهمة، بدءًا من الانتخابات العراقية إلى تنامي العقوبات الأميركية والدولية على إيران وحزب الله والمخاوف من أن يكون الآتي أعظم خصوصًا في الرابع من تشرين الثاني المقبل حيث هناك أجواء عن حصار نفطي على إيران ستقوم به الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى وهذا يعتبر ذروة العقوبات ومن الطبيعي سيرتد على حزب الله لدواع عقائدية وايديولوجية بفعل ارتباط الحزب المباشر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولهذه الغاية حصلت اتصالات بعيدًا عن الأضواء من قبل السوريين والإيرانيين وحزب الله مع بعض المسؤولين اللبنانيين لتدارك الأسوأ والإسراع في تشكيل حكومة في حين أن المحور الآخر من واشنطن إلى باريس والأوروبيين يسعى أيضًا إلى ضرورة أن يكون هناك حكومة في لبنان لمتابعة نتائج مؤتمر سيدر والخوف من أن يزداد الوضع الاقتصادي تدهورًا ويحصل ما حصل في بعض الدول المجاورة للبنان من قبرص إلى اليونان لا سيما وأن الجميع يعترف بصعوبة الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وبناءً عليه فإن الأميركيين والفرنسيين يدعمون الرئيس المكلّف في تشكيل حكومة لمتابعة هذه الاستحقاقات، ولكن هناك شروط تحت الطاولة تضعها هذه الدول وتحديدًا بأن لا يمسك حزب الله بالوزارات السيادية والخدماتية الأساسية تلك التي تمول من قبل المجتمع الدولي، ومن هذا المنطلق أيضًا مرّر الرئيس الحريري خلال مقابلته المتلفزة بأنه ليس ضد أن تمنح وزارة الصحة لحزب الله لكنهغير مسؤول عن وقف المساعدات لها من قبل المجتمع الدولي ولذلك دلالات أراد الحريري إرسالها للمعنيين وفي طليعتهم حزب الله الذي بدوره يعرف ويدرك هذه الضغوطات الخارجة عن إرادة الرئيس المكلّف.

من هنا ولادة الحكومة خلال العشرة أيام المقبلة دونها عقبات والتجارب الماضية لا تبعث على الغرق في التفاؤل إلى درجة حسم خيار التأليف لأنه حتى الساعة لم تحسم عقدة القوات اللبنانية وما يسمى بالعقدة الدرزية بمعنى ما تناوله وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمره الصحفي وتحديدًا حول تمثيل القوات يؤكّد بأن الإشتباك بين التيار الوطني الحر والقوات لا يزال مكانه لا بل الشرخ السياسي بينهما يتسع والخلاف قائم حول تشكيل الحكومة وغيرها من الملفات المتراكمة بين الطرفين ولذلك لم يتوسع أو يضيء الرئيس المكلف على موضوع القوات خلال حواره التلفزيوني، ولكن تختم المصادر بالقول أن الأيام القليلة المقبلة من شأنها بلورة كل العقد وحلها في حال كان هناك حقًا قرار إقليمي ودولي لتمرير ولادة الحكومة في لبنان وهذا ما ستتضح معالمه حتى منتصف الأسبوع المقبل وإلا تعود الأمور إلى المربع الأول. ويبقى في ظل ما يعيشه البلد من انقسامات داخلية إلى أوضاع إقليمية بالغة الدقة فذلك بدوره يبقي كل الاحتمالات واردة وعلى كافة المستويات السياسية وغيرها.