Site icon IMLebanon

يا للعار ليست محكمة بل فضيحة

«خد تأبيدة مش إعدام أصل القتل من الجرابيع غير القتل من الحكام القتل من الحاكم غلطة أما من الجربوع إجرام « (صلاح عبد الله)

لست أدري ما هي الرسالة التي أراد القضاء العسكري توجيهها إلى العملاء والإرهابيين اليوم بعد الحكم السخيف الذي صدر بحق عميل موصوف تآمر مع دولة أجنبية للنيل من أمن الدولة التي يعيش بها، بقصد إشعال فتنة طائفية من خلال تفجيرات كان المقصود بها قتل عدد كبير من المواطنين ومنهم سياسيون ورجال دين، وبالتالي استدراج البلد إلى ردود فعل لا يمكن التكهن بحجمها. ببساطة فإن أقل ما يقال عن هذه الجريمة بأن عقوبتها الإعدام الذي قد يخفف للمؤبد في حال تعاون المجرم مع التحقيق.

قرار الإدانة الذي حكم سماحة على اساسه يدين المحكمة العسكرية أولاً قبل المجرم المدان، الإدانة أتت حسب المحكمة بجريمة «تأليف عصابة مسلحة بقصد القيام بأعمال إرهابية ونقل متفجرات من سوريا إلى لبنان والتخطيط لتفجير موائد إفطارات في عكار بهدف قتل نواب وسياسيين ورجال دين ومواطنين بالإشتراك مع رئيس مكتب الأمن القومي في النظام السوري اللواء علي المملوك ومدير مكتبه العقيد عدنان«.

وهذه الإدانة وحدها تكفي للحكم بالمؤبد على أقل تقدير. لكن ما أغفله الحكم هو جريمة العمالة لدولة أجنبية للقيام بعمليات إرهابية تضرب السلم الأهلي، وهذا بالضبط ما اعترف به المجرم صراحة…

بصراحة لا يهم اليوم إن أودع السجن تافه مثل ميشال سماحة فهو مجرد أداة ذميمة للإجرام، على كل حال هو ليس أكثر من جيفة سياسية بقي أو خرج من السجن. لكن الرسالة التي أراد أن يعلنها القضاء العسكري هي أنه على كل الإرهابيين أن يتعاملوا مع علي المملوك في عملياتهم لضمان صدور أحكام مخففة تشجعهم على ارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية، شرط أن تكون لحساب منظومة الممانعة. لما لا؟ فإرهابيون آخرون من عصابة الممانعة أصبحوا في مرتبة القديسين!

بصراحة لقد طفح الكيل، لقد هدرنا الكثير من المصداقية على مدى سنوات للدفاع عن المؤسسات الأمنية وبالأخص الجيش اللبناني، وحاولنا جاهدين تغطية الكثير من التجاوزات الفاقعة التي تصل إلى حد الإجرام بحق الناس التي ارتكبها القضاء العسكري، لكن ماذا سنقول غداً لعشرات الموقوفين من دون محاكمة لدى القضاء العسكري، وكثيرون منهم قضوا في السجن ضعف ما سيقضيه عميل إرهابي مثل ميشال سماحة؟

هل نقول لهم تواصلوا مع «حزب الله«، أو علي المملوك أو بثينة شعبان لتخرجوا من السجن؟ هل نقول لهم لو كان اسمكم ميشال سماحة أو فايز كرم لكنتم من زمان في بيوتكم؟

على القضاء العسكري أن ينقذ نفسه من هذه الفضيحة أو يصبح شريكا في الجريمة.