Site icon IMLebanon

ماذا عن تقارب «حزب الله» و«حماس»؟

العهد الجديد» لا يجيب على أسئلة الفلسطينيين

ماذا عن تقارب «حزب الله» و«حماس»؟

تجاوزت المخيمات الفلسطينية في لبنان قطوعا كبيرا مع انحسار نفوذ التيارات السلفية التكفيرية التي تمكنت في احدى المراحل من إيجاد موطئ قدم لها في اكبر المخيمات في لبنان، الا وهو عين الحلوة.

تلك التيارات، وفي خضم الجرح السوري المفتوح منذ نحو ست سنوات، وضعت نصب عينيها تحقيق هدفين: الأول، محاولة العبث بالامن اللبناني واستهداف بيئة المقاومة. الثاني، ارسال المسلحين والانغماسيين والانتحاريين إلى سوريا.

غير أن سلسلة العمليات الامنية اللبنانية المكثفة التي أدت إلى استهداف بعض قادة التكفيريين، تضافرت مع جهد سياسي لبناني فلسطيني سياسي وشعبي، لعل نقطة ضعفه الأساس أنه لم يأت في سياق مقاربة شاملة للوضع الفلسطيني العام كما للعلاقات مع لبنان.

لذلك، يعتب الفلسطينيون على لبنان كون تلك المقاربة لا تخرج عن المنطق الأمني، في الوقت الذي استبشرت فيه «الفصائل الفلسطينية» خيرا بخطاب القسم الرئاسي اللبناني الذي تحدث عن حق العودة.

في هذا السياق، يطالب الفلسطينيون برؤية سياسية ـ إنسانية ـ اجتماعية ـ اقتصادية لمعاناتهم التي زادها بناء ما يعتبرون انه «جدار المخيم»..

هنا، دخل افرقاء لبنانيون على خط وقف العمل بـ «الجدار»، وكان من بينهم الرئيس نبيه بري (بطلب مباشر من رئيس المكتب السياسي لـ «حماس») وقيادة «حزب الله» التي تدخلت لدى الجيش اللبناني في محاولة لترطيب الاجواء مع الفصائل الفلسطينية، وقد نجح هذا الامر مع توقف العمل بـ«الجدار».

وثمة عمل أمني كبير يجري اليوم، أساسه تبادل المعلومات، وكان من نتائجه القبض على «أمير» تنظيم «داعش» في المخيم عماد ياسين..

من ناحية ثانية، اثمر الجهد المبذول على خط السلفيين في المخيم، عن اجراء بعض هؤلاء مراجعة عقائدية وسياسية، للعلاقة مع «حزب الله».

فبعد ان بلغ التوتر السلفي أوجه في العامين 2013 و2014، في ظل اتهامات خطيرة لـ «حزب الله» على خلفية قتاله في سوريا، يبدو ان حوارا مثمرا يجمع سلفيين في المخيم كبلال بدر وتنظيم «الشباب المسلم» و «الحركة الإسلامية المجاهدة» و «عصبة الأنصار»، مع «حزب الله».

شكل ذلك الخطوة الأولى على صعيد إحداث خرق كبير في العلاقة بين سلفيين متشددين وبين «حزب الله»، بلغ حد «التفهم» ومن ثم «الاطمئنان» لما يقوم به الحزب في سوريا، ولم يكن ليتم هذا «التطور»، حسب المتابعين، لولا جلسات حوارية طويلة مع الحزب على مدى سنوات، شكلت مصلحة قضية فلسطين عنوانها الأساس في ظل المحاولات الدؤوبة لايقاع الفتنة السنية الشيعية في المنطقة.

واذا كان «حزب الله» قد اجرى مثل هذا الانفتاح مع قوى سلفية كهذه، كان لا بد من تجاوز الخلاف مع بعض الفصائل الفلسطينية حول ما يحدث في سوريا، ومن هنا، كان قرار التقارب مثلا بين «حزب الله» و «حماس» الذي يحرص عليه كلا الجانبين.

ومن المعلوم ان خلافا حصل بين الطرفين حول العلاقة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقد تعمق مع انخراط الحزب في القتال على أرض سوريا. لكن المتابعين يؤكدون ان ثمة نقاشا كبيرا تشهده الحركة، خاصة بين جناحيها، العسكري في الأراضي المحتلة الذي ينادي بعلاقة «جيدة» مع «حزب الله»، والسياسي في الخارج الذي لا يعارض تلك العلاقة، لكنه لا يندفع الى تعزيزها، حول العلاقة مع إيران التي لا تزال تقدم دعمها للحركة، وبالطبع «حزب الله».

وفي الأراضي المحتلة، تواجه «حماس» تحديا صعبا مع بيئتها، خصوصا في غزة، لكن ثمة جهد كبير يجب ان يبذل على صعيد العلاقة بين طهران ومعها «حزب الله» مع حركات «الإخوان المسلمين» في طول العالم الإسلامي وعرضه. فالعلاقة اليوم شبه مقطوعة بين الطرفين.

هذا التقارب مع «حماس» يتم بالتوازي مع تقارب مع كل فصيل فلسطيني يرفع شعار المقاومة، وهو أمر شمل حتى «فتح» التي تؤكد انها لم تُسقط خيار المقاومة، وان اعتمدت اليوم خيار التفاوض.

من هنا، يبدو «حزب الله» معنيا، حسب المتابعين، بإزالة الهواجس الفلسطينية في لبنان. ويشير بعض الفلسطينيين الى خيبة أمل من العهد الجديد لعدم مقابلته الانفتاح الفلسطيني عليه بخطة موازية تجيب الفلسطينيين على أسئلتهم المشروعة.

ويطلب البعض من الحزب كما من غيره من الحريصين على الشأن الفلسطيني والعلاقات بين المخيمات ولبنان، القيام بدور على هذا الصعيد، وفي ذلك مصلحة مشتركة، ذلك ان الاقتصار على المقاربة الأمنية للواقع الفلسطيني، لا بل الذهاب الى المزيد من التضييق عليه، من شأنه دفع بعض من في المخيمات الى تيارات متطرفة ستستفيد من هذا الواقع في سبيل محاولة زعزعة البيئة اللبنانية، ناهيك عن الفلسطينية.