حياة الدول ليست كلها سياسة، والمواعيد ليست كلها للسياسة، والإستحقاقات ليست كلها من أجل السياسة.
15 أيار، 31 أيار، 20 حزيران، هي مواعيد سياسية بامتياز، ولكن هناك استحقاقات توازيها في الأهمية لأنها تتضمن منسوباً من الحيوية يمكن أن يهمَّ الأربعة ملايين لبناني، لا الفئة التي تهمُّ المنشغلين بالسياسة.
***
مَن يحدِّث اللبنانيين عن الإستحقاقات السياحية؟
الإستحقاق السياحي هذه السنة يُفترض أن يبدأ بعد شهر رمضان المبارك، وبما أنَّ هذا الشهر يبدأ في الأسبوع الأخير من شهر أيار الحالي، فإنَّ عيد الفطر السعيد يُرجَّح أن يكون في أواخر شهر حزيران المقبل، فيكون الإستحقاق السياحي بعد سبعة أسابيع، فماذا أعدَّت الحكومة لمواكبة هذا الإستحقاق؟
وهل لديها الوقت الكافي والمهل الكافية لملاقاته على أفضل وجه؟
ماذا عن أوضاع الطرقات وازدحامات السير للوصول إلى أمكنة المهرجانات؟
من بيروت إلى صور، ومن بيروت إلى جبيل، ومن بيروت إلى بعلبك، ومن بيروت إلى إهدن وبشري، هل ستكون الطرقات مختنقة مرورياً، كما هي الحال في معظم أوقات السنة؟
هل الرحلة من بيروت إلى مكان المهرجان تستدعي تعطيل يوم بكامله؟
هل من تنسيق بين وزارات السياحة والأشغال والداخلية والطاقة لتنظيم الأمور؟
هل ستكون الطرقات مضاءة ليلاً؟
هل ستكون قوى الأمن موجودة لتأمين الوصول والعودة؟
هذا أكبر الإستحقاقات لفصل الصيف، ولم يحظَ اللبنانيُّ إلى اليوم، اجتماعاً ولو واحداً للوزراء المعنيين بالموسم السياحي، هل عدم الإجتماع هو بسبب الثقة المفرطة بأنَّ الأمور على خير ما يرام؟
أم أنَّ المعنيين استسلموا إلى أنَّ لا شيء يمكن تحسينه؟
***
ماذا عن استحقاق جمع النفايات وإخفاء المشاهد الموحشة التي تستقبل اللبنانيين والمغتربين والسياح بدءاً من المشاهد من الجو في اتجاه الكوستابرافا؟
وحتى مطمر برج حمود يُشاهد من الجو من الطائرات التي تهمُّ بالهبوط:
من الكوستابرافا إلى برج حمود مشهدٌ واحد يكاد معه الراكب في الطائرة أن يضع الكمامة، لأنَّه يتوهَّم للوهلة الأولى أنَّ الروائح قد تكون وصلت إلى الطائرة!
الصيف الآتي هو الصيف الثالث على أزمة النفايات التي ما تزال تراوح مكانها، وكلُّ المعالجات المطروحة ليست سوى معالجات مؤقتة.
***
ماذا عن استحقاق معالجة ملف النازحين الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم؟
هل من مهل محددة تضعها الحكومة من أجل معالجة جدية وجذرية لهذا الملف الذي بدأ يتحوَّل إلى ملفٍّ مستعصٍ؟
***
هذه عينة من الإستحقاقات والمواعيد التي تحتاج إلى معالجة، فهل تُقدِم الحكومة أم تبقى هذه الإستحقاقات على غرار الإستحقاقات السياسية، تمديد تقني إلى حين إيجاد المعالجات التي لا يُعرَف متى تأتي؟