IMLebanon

ماذا عن خطر الانهيار  تحت أثقال السياسيين؟

الرئيس تمام سلام يحذّر قادة العالم في نيويورك من ان لبنان معرّض لخطر الانهيار تحت أثقال النازحين السوريين. وهذا هاجس لبناني شامل يبدأ من المخاطر الأمنية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية ولا ينتهي بالخوف من توطين ١،٥ مليون نازح. وهو هاجس يصعب أن يبدّده المجتمع الدولي، وان قال ان التوطين في بلد ثالث، ويعجز لبنان عن معالجته، وان رسم خططاً على الورق. وأقصى ما يمكن توقعه، هو ما يعبّر عنه القول المأثور: اللهم لا نسألك ردّ القضاء بل اللطف فيه.

ذلك ان العودة الآمنة الكريمة للنازحين الى بلادهم ليست مطروحة حالياً على جدول الأعمال الدولي، ولا حتى العودة الطوعية التي وردت في تقرير بان كي مون واعترضنا عليها. والسبب الملموس، وسط الأحاديث عن أسباب أخرى، ان حرب سوريا مستمرة ومرشحة للتصعيد ولدفع المزيد من الجنود وأفراد الميليشيات الى سوريا بدل اعادة النازحين. ولا شيء يوحي ان الدول صارت على استعداد لتلبية مطالبنا باستضافة أعداد وازنة من النازحين فوق أراضيها. ولا أحد يجهل ان الاشادة الدائمة ب كرم لبنان في استضافة ما يوازي ثلث سكانه هي هروب من تحمّل المسؤوليات مع تقديم بعض المساعدات للتخفيف من الأعباء.

واذا كان من حقنا ان نضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، فان من واجبنا أن نسأل أنفسنا: أليس لبنان معرّضاً للانهيار تحت أثقال حكومة فاشلة وسيّئة وسياسيين فاسدين يتقاسمون الصفقات على حساب الناس؟ ماذا عن أثقال النفايات؟ ماذا عن أثقال أمراء الطوائف المرتبطين بالقوى الخارجية والتاركين الجمهورية أسيرة صراع المحاور الاقليمية بلا رئيس؟ وماذا عن مشاركة لبنانيين في حرب سوريا وربط مصير لبنان بما تنتهي اليه صورة سوريا بعد حرب لا أحد يعرف متى تنتهي؟

ألسنا هواة سيناريوهات خيالية، وان ادّعينا الاحتراف، بحيث نجعل البلد محطة انتظار لكل ما يحدث في سوريا والعراق واليمن، وما يدار به الصراع بين السعودية وايران، وما يخرج من صناديق الانتخابات الرئاسية الأميركية، وما يدور في العمق بين واشنطن وموسكو ثم في رأس الرئيس فلاديمير بوتين الذي صار جار لبنان؟

المخيف، حتى في الانتظار، اننا نرفض الانتظار في صالة لها سقف وجدران وسلطة تديرها وتلبّي حاجات المنتظرين، ونبقى في العراء والفراغ. والخطير، حتى في الفراغ، ان التحذيرات الجماعية من المخاطر على البلد لا تقود الى تغيير أي موقف ولا الى تعديل أي موقع، كأنها أحاديث عبر الشاشات وفوق المنابر عن بلد آخر.