IMLebanon

وماذا عن الحكومة؟  

 

 

لا إستشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس حكومة، وإمعاناً في تحطيم الدّستور لا اسم مرجّح حتى الآن لتسميته ثمّ تأليفه حكومة ليصار لاحقاً إلى تكليفه تأليف الحكومة، وهذه سوابق بالجملة لم يحدث أن شهد لبنان مثيلاً لها!!

 

لا أحد يكترث للسؤال عن الحكومة، ولا أحد يطالب أيضاً رئيس الجمهوريّة بالدعوة إلى استشارات نيابيّة، كلّفنا خاطركن يبحث «الثنائي الشيعي» عن نموذج آخر من «حسّان دياب» ينصّبونه رئيس حكومة ويكلّفون ويألّفون له ولكن «حسّان» لا يتكرّر، ولو انفجار مرفأ بيروت اللعين والدّمار الهائل الذي لحق بالعاصمة لكان حسّان لا يزال رئيس حكومة «لا تقدّم ولا تأخر» جالساً يحدّثنا عن إنجازاته!!

 

«كلّفنا خاطركن» لولا الثنائيّة الشيعية لم يكن عندنا حتى اليوم رئيس جمهوريّة ولا رئيس حكومة، وما لم رأسيْ الرئاسة الأولى والثالثة من اختيار حزب الله كان البلد يسبح في بحرٍ من الأوهام عن واقع الدولة والدويلة ومن يتداولون أو يدوّلون!!

 

والحكومة التي «ما عم يجيب سيرتها حدا» وسواء أكانت ستبصر النّور أم لن تبصره أبداً، وسواء أكانت من 14 وزيراً على الطريقة الماكرونيّة أو من 18 وزيراً أو من 20 وزيراً أو من 24 وزيراً من 30 أو من مئة وزيرٍ حتّى، سيبقى السؤال واحداً: ما الذي بإمكانها أن تفعله للبنان الغارق في مستنقعات من المشاكل المعقّدة التي لا حلول لها؟! الإجابة عمليّاً «ولا شي»، هي حكومة فاشلة من قبل أن تبدأ، لن يكون بمقدورها أن تأخذ لبنان إلى شاطىء الإصلاح خصوصاً الكهربائي والذي بدأ منذ الأمس يعدنا برحيل البواخر وحلول العتمة ضيفاً طويلاً وثقيلاً على اللبنانيين، هذه ستكون مجرّد حكومة «على عيون العالم» فقط، وهي حكومة تعتقد «الثنائية الشيعيّة» و«جماعة العهد» أنّهم قادرون بها على خداع دول العالم لأنّ «آخر همهم» اللبنانيّين والواقع المزري الذي يعيشونه ركضاً وراء علبة الدواء الذي يكون من الصعب إيجاده وعليك أن تبحث عن بديل له وبديله مفقود وكذلك بديل بديل البديل، وإن وجدته فليس أكثر من علبة واحدة وعليك أن تدوخ نفس الدوخة مرة ثانية لتحصل على علبة أخرى، أو أن تتنظر دورك في محطة بنزين لن تقبل بأن تعبّأ لك خزّان سيارتك بأكثر من عشرين ألف ليرة، وقد أصبحت في خريف عمرك وهرهرت عافيتك وأنت عاجز عن إعادة هذه البرمة مرة جديدة لتدبّر رأسك، وستكمل مع أي مواطن في بيته مريضين أو أكثر يحتاجون إلى أدوية القلب والسكر والضغط والأعصاب وهلمّ جرّاً، أي حكومة قادرة أن تحلّ جبالأً من العقد اللبنانيّة السوداء «اللي ما بتنحلّ»،  خصوصاً مع طبقة من السياسيّين الفاسدين الذين يتولّون هم أنفسهم «تركيب» الحكومة الحكومة المنتظرة وغير المنتظرة!!

 

ويل للجميع إن انفجرت هذه الأكثريّة الحقيقيّة الصامتة والمتألّمة وهي غالبية عائلات الشعب اللبناني المستورة، يا ويل الطبقة الحاكمة من غضب هؤلاء، أمّا مهلة الشهر ونصف التي منحها الرئيس الفرنسي لنفس المجموعة التي كذبت عليه وخدعته فلن تكون نتيجنها أكثر من «مقلب» ثانٍ يشربه ماكرون «بالهنا والشفا».

 

لا تزال البلاد تجرجر نفسها على سكّة البقاء على قيد الحياة مهما حاولوا تيئيس الشعب اللبناني برغم كلّ المؤشّرات المعاكسة، التي يتجاهلون فيها أنّ واحدة من مواصفات هذا الشعب العنيد هي «التتيس»، لذا لن يسمعوا من هذا الشعب الذي مرمروه سوى جملة واحدة من فوق كلّ المآسي التي يواجهونها: «مش رح نفلّ»!