ألمح الدكتور سمير جعجع في أحد تصريحاته الاخيرة الى أن “حزب الله و”داعش” وجهان لعملة واحدة، وقد فاته أن يعقد هذه المقارنة بين “حزب الله” والحوثيين في اليمن، وكلاهما يغتذيان من صدر ايران! الحوثيون ما كانوا ليجتاحوا من صعدة حتى صنعاء لولا التواطؤ والتعاون مع رئيس اليمن المُبعد علي عبدالله صالح الذي “انشوى” بتفجير استهدفه ولم يعتزل بـ”رائحة طيبة”، بل آثر البقاء برائحة الشواء التي التهمت جسده وما زالت الحروق لا تؤنّب ضميره، هو الذي كان العدو الألدّ للحوثيين، ثم انقلب الى حليف من أجل استرجاع ولو بقية من السلطة التي تهاوت!
غريب امر هؤلاء السلطويين الذين تمرسوا واستمرأوا الاغتيال والتعذيب والاستعانة “بشيطان” ايران الاميركي لمحاربة “القاعدة”، ثم عدلوا بعدما نبذتهم روح العمالة التي غالباً ما تأكل بنارها العملاء المحكومين “بالمحو” بعد اتمام مهماتهم! وفي أنظمة مماثلة استهدفها “الربيع العربي” المغتصب، فإن براكين الحمم الطيّارة التي ما انفكت “تشوي” المواطنين بنارها وغازها ترتع سعيدة في الجزء المتبقي من حكمها، وهي لا تبالي بالارواح البشرية ولا بالمباني المتداعية على رؤوس أصحابها، فالمهم أن تظل شاهدة على خيال أو “شبح” دولتها التي ما كانت يوماً تبني جيشاً لمحاربة عدوها المفترض إلا من الداخل، ولأنها كذلك فقد ولّد عنفها الوحشي واستولد عنفاً شقيقاً لها في “داعش” و”النصرة” وباتت تطالب الغرب بدعمها لمحاربة الارهاب، متناسية أن هذا الارهاب مصدره الظلم والاضطهاد لمواطنيها الذين يطالبون بأقل قدر باخس من نعمة الحرية!
ويلومون بعد ذلك الغرب الذي دعم لفترة مصالحه ومصالح اسرائيل مع شاكلة من هذا النوع الذي يبيع ويشتري بقاءه شريطة الحفاظ عليه ولو بفتح مجازر مكتومة الصوت لا تصل اليها عدالة الكون المتمثلة بالأمم المتحدة أو تصمّ آذانها عنها الى حين! وإذا كان هذا الارهاب المتجدد بـ”داعش” و”النصرة” وقبلهما بـ”القاعدة” قد أفرخ بيوضاً في حشاياه فلأن السحر لا ينقلب إلا على الساحر، واللهم لا شماتة!
ففي لبنان حاول الترهيب بالسلاح أن يُحدث فرقاً فنجح في مرحلة 7 أيار 2008 وكسب “كسرة” حكم، إلا أنه بتعاطيه “المتأله” يخسر شيئاً فشيئاً نفسه، لأنه اعتقد وتخيّل حتى خال ان السلاح يحكم إلا أن الجلوس على حرابه لا يمكن أن يطول.