ما هي نصيحة الرابية لـ«بيت الوسط»؟
«أصوات حريرية»: تبنّي سعد لعون يَفرُط «المستقبل»!
بات واضحا أن الحكومة المترنحة تحوّلت الى مصب لأقنية تصريف الاحتقان السياسي، بعدما تجدد الاشتباك الموسمي حول التعيينات العسكرية، ولو أن خلفياته رئاسية بحتة، في ظل تراجع احتمالات اختراق الأفق الرئاسي المسدود، في المدى القريب، خلافا للتوقعات السابقة لمصلحة «الأرصاد السياسية» في الرابية، بإمكان انتخاب العماد ميشال عون رئيسا في آب!
وإذا كان عون ليس في وارد الاستسلام وهو المعروف بأنه يمضي في معاركه حتى النهاية، فإن أحد أعضاء «كتلة المستقبل» النيابية يؤكد أن هناك رفضا حقيقيا من قبل أكثرية أعضائها لخيار دعم انتخاب عون رئيسا للجمهورية، وهذا ما لمسه الرئيس سعد الحريري بوضوح خلال ترؤسه لاجتماع الكتلة الشهير.
يستبعد النائب «المستقبلي» احتمال تبني الحريري خيار عون، «مهما طال الشغور والانتظار، لأنه يُفترض به أن يكون مدركا لمدى حساسية المزاج العام المعترض على هذا الخيار في صفوف «تيار المستقبل»، أما إذا فعلها وقرر دعم الجنرال، فهو لن يمون هذه المرة، وبالتالي فإن عددا من النواب لن يتقيدوا بقراره، وستفرط الكتلة»!
النائب نفسه يشير الى أنه «بالكاد» تم هضم قرار الحريري المفاجئ بترشيح فرنجية الذي لم يكن من السهل تسويق اسمه في «تيار المستقبل» بعد مرحلة طويلة من الخصومة الحادة معه، برغم أنه مقبول أكثر من عون في البيئة السنية، فكيف بالجنرال الذي توجد أزمة ثقة مستفحلة بينه وبين هذه البيئة، تمتد من عام 1990 وحتى اليوم.
ويشير المصدر النيابي نفسه الى أن فرنجية سيبقى مرشح «المستقبل» حتى إشعار آخر، موضحا أنه لم يعد بإمكان الحريري الاستمرار في الاختبارات والانتقال من اسم الى اسم على سبيل التجربة، وأية نقلة جديدة له ستكون هذه المرة في اتجاه خانة الرئيس الذي سيُنتخب لا المرشح الذي سيُحرق.
على الضفة الاخرى، تتغير المعادلة كليا. إذا لم يكن عون الرئيس المقبل، فإن البلد هو المهدد بأن يفرط، كما يحذر المتحمسون لـ «الجنرال» ممن يشددون على أنه يمثل الأكثرية المسيحية ووجوده في الرئاسة يحقق الشراكة الحقيقية والميثاقية الوطنية، محذرين من أن الإصرار على استبعاده ليس تحدياً لشخص بل لمكوّن لبناني أساسي لا يمكن أن يستقيم التوازن والتعايش من دونه.
وترى أوساط بارزة في «التيار الحر» أن الحريري لا يخدع عون ولا يتسلى بالحوار معه، كما يعتقد فريق من خصومه، مشيرة الى أن أزمته الحقيقية تكمن في عدم قدرته على التعبير عن قناعته الضمنية بأن هناك مصلحة وطنية في انتخاب «الجنرال»، على قاعدة أن يحكم الأقوياء في الطوائف، ما يؤشر الى أن رئيس «المستقبل» يتأثر بحسابات وضوابط، بعضها إقليمي وهو الأشد تأثيرا، وبعضها الآخر يتعلق بساحته الداخلية.
وتعتبر الأوساط البرتقالية أن هناك علامات استفهام حول ما إذا كانت السعودية تجد أصلا في وصول الحريري الى رئاسة الحكومة جائزة أو مكسبا لها، حتى تتجاوب مع انتخاب عون، ذلك أن المؤشرات الظاهرة توحي بأنها ليست مهتمة بإنعاش وضع رئيس «المستقبل» ولا تستعجل عودته الى السرايا، وبالتالي فإن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو الآتي: ماذا تريد السعودية من الحريري، بدل السؤال الرائج: الى متى سيظل عون ينتظر الرياض والحريري؟
وتستنتج الأوساط أن الراعي الإقليمي لـ«المستقبل» لا يحسب حسابا في هذه المرحلة لاعتبارات الحريري، بل إن اهتماماته وهمومه في أماكن اخرى، لافتة الانتباه الى أنه اذا كانت الرياض غير معنية بترتيب شؤون حديقتها الخلفية الزرقاء في لبنان، فهي لن تكون أكثر حرصاً على تأمين ظروف الإتيان برئيس للجمهورية.
وتنصح الأوساط فريق «المستقبل» بأن يلتفت الى حقيقة أنه متروك، وأن الأفضل له أن يتحلى بشجاعة إبرام تسوية داخلية متوازنة، تأتي بعون والحريري الى السلطة.