دينامو التشكيل يتوقَّف غداً الأربعاء حتى آخر هذا الشهر، لأنَّ أحد أطرافه، وزير الخارجية جبران باسيل سيتوجَّه إلى البرازيل لترؤس مؤتمر الطاقة الإغترابية الذي يفتتحه الرئيس البرازيلي من أصل لبناني ميشال تامر، كما سيتوجَّه من البرازيل إلى الأرجنتين.
ولأنَّ الوزير باسيل، هو أحد أطراف دينامو التشكيل، مع رئيس مكتب الرئيس المكلَّف سعد الحريري، نادر الحريري، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري وزير المال علي الخليل، فإنَّ مساعي التشكيل ستكون في إجازة حتى آخر هذا الشهر، عندها سيقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليقول في نفسه:
مرّ شهرٌ على وجودي في القصر، ومرَّ شهرٌ على العهد ولكن من دون سلطة تنفيذية.
***
نظرةُ الرئيس عون إلى العهد سيُضمِّنها خطابه الذي سيُلقيه اليوم في مناسبة عيد الإستقلال:
إنَّها الذكرى الثالثة والسبعون على الإستقلال. كثيرةٌ هي الأفكار التي تجول في ذهن الرئيس في هذه المناسبة، فهو في الشأن العام منذ كان عمر الإستقلال إثني عشر عاماً فقط، وهو عمر الإستقلال حين دخل الشاب ميشال عون إلى المدرسة الحربية في مثل هذه الأيام من العام 1955.
يقف الرئيس عون اليوم على منصة الإستقلال ليعود نصف قرن إلى الوراء:
أين كان الإستقلال؟
وأين هو اليوم؟
أين كانت الجمهورية؟
وأين هي اليوم؟
يطرح الرئيس عون على نفسه هذه الأسئلة، فيتذكَّر أنَّه بعد أربعة أعوام على الإستقلال صدر قرار تقسيم فلسطين وبعد خمسة أعوام على الإستقلال بدأ اللجوء الفلسطيني إلى لبنان، والذي تتواصل انعكاساته حتى يومنا هذا، والذي أُضيف إليه اليوم نحو مليونَي نازح سوري.
يتذكَّر الحروب والنكبات والإنتكاسات ليخلُص إلى عدة خلاصات لعلَّ أبرزها أنَّ الإستقرار هو أساس كل شيء في لبنان، والبقية تأتي.
والإستقرار يعني إعادة تكوين السلطة، فالفراغ قاتل، وما من مرة كان هناك فراغ في لبنان إلا وكانت هناك حروب أو على الأقل اضطرابات سياسية وعدم استقرار، والعامان الأخيران أسطع دليل على ذلك.
***
إنتخابات الرئاسة حقَّقت حتى الآن جزءاً من ملء الفراغ، لكن هناك أجزاء لم تتحقق بعد. فعلى طريق إعادة تكوين السلطة هناك تشكيل الحكومة التي من صلب اهتماماتها ومسؤولياتها إنجاز قانون انتخابات نيابية عصري يحدد الأحجام الحقيقية للقوى السياسية والحزبية، فلا تعود الأحجام وجهة نظر بل تكون وفق ما تقرره صناديق الإقتراع، ولا يعود يُقال:
هذا حجمٌ منفوخ وهذا حجمٌ متورِّم، بل يأخذ كلُّ فريق حجمه.
***
اليوم عيد، وكل استقلال وأنتم بخير، اليوم عيد وغداً عودة إلى الجهود، لكن السؤال الأساسي:
كم سيستغرق الإنتظار؟