ما قاله سفير المملكة العربية السعودي علي عواض العسيري في بيانه الذي أصدرة بالأمس ردّاً على افتراءات صحيفتين تقتاتان من فتات «الوليّ الفقيه» وتضربان بسيف كذبه المهدوي، وللمناسبة؛ لا بُدّ لنا هنا من تذكير هؤلاء «الكتبة الكَذَبة» بأنّ خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان «استقبل في قصر اليمامة أمس أصحاب السمو الأمراء، وسماحة مفتي عام المملكة، وأصحاب الفضيلة العلماء، وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه»، وأنّ الملك سلمان سيرعى مساء اليوم الأربعاء حفل منح جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016 الذي سيقام في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية في الرياض، وسيتوج فيه العلماء الفائزين بالجائزة في فروعها الخمسة، خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، العلوم، الطب، براءات الفوز وميداليات التقدير واستحقاقات التميز»، وأكاد أقول أنّ هؤلاء «الكتبة الكّذَبة» يتعاطون الصحافة على طريقة «أنا منافق.. إذن أنا موجود»!!
وعبّر السفير العسيري بديبلوماسية رفيعة عن تطاول صحيفتيْ إيران في لبنان فوصفه بأنّه «إفلاس إعلامي وأدبي لا يليق بالصحافة اللبنانية التي لطالما كانت مرجعاً في الموضوعية والأخلاقيات» ـ وصدقني يا سعادة السفير منذ وضعت إيران يدها على صحف ومحطات تلفزة بات لبنان يفتقد هذه الأخلاقيات وبشدّة ـ وكلام السفير العسيري أقل بكثير ممّا تستحقّه هذه الأقلام التي تسبّح زوراً وبهتاناً بحَمْدِ وتقديس الخامنئي وحسن نصرالله وإيران، هي حرب لم يخطر لهم في أسوأ كوابيسهم أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ستنهض بأعبائها لقطع رأس الأفعى الإيرانيّة وأذنابها في المنطقة، ونحن نُدرك أنّ هذا الكلام ليس مجرّد كذب عابر، بل هو صناعة «الماكينة الإيرانيّة» و»خُزعبلاتها المهدويّة»، وهنا لا بُدّ لنا من العودة إلى كتاب إيران العزيز وصانع سياستها منذ حرب تموز وحتى اليوم، وهو كتاب «عصر الظهور» لـ»علي الكوراني العاملي» ويتيح لنا الكتاب أن نفهم الضربة القاتلة التي تلقتها إيران وحزبها في اليمن بعدما كادت تظنّ أنّ حلمها باحتلال الحرمين الشريفيْن بات قاب قوسين أو أدنى، فإذا بكلّ أحلامها في السيطرة على المنطقة تنهار فوق رأسها، وزاد طين مشروعها بلّة تكريس العرب جميعهم واقعاً سيؤدي إلى نهاية حزب إيران في لبنان بعد منحه التصنيف الذي يستحقّه منذ العام 1983 «حزب إرهابي»، وقريباً سيكرّسه مجلس الأمن «حزباً إرهابيّاً» وتبدأ النهاية الطبيعيّة لكل الأحزاب التي على شاكلته.
وبالعودة إلى كتاب «عصر الظهور» نضع بين يديْ القارىء «التصوّر الوهمي» الإيراني وأمانيّها تجاه المملكة العربيّة السعوديّة وملوكها وأمرائها، ولكن نتدبر قبلها قول الحقّ تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111] وصدق الحقّ وكذب علي الكوراني وكتابه: «يقول الكوراني في كتابه «على صعيد المنطقة تقوم دولتان مواليتان للمهدي في إيران واليمن. أما أنصاره الإيرانيون فتقوم دولتهم قبله بمدة، ويخوضون حرباً طويلة وينتصرون فيها، ثم يظهر فيهم قبيل ظهوره شخصيتان هما السيد الخراساني القائد السياسي، وشعيب بن صالح القائد العسكري، ويكون للإيرانيين بقيادتهما دور هام في حركة ظهوره. وأما أنصاره اليمانيون فتكون ثورتهم قبل ظهوره ببضعة أشهر. ويبدو أنهم يساعدون في ملء الفراغ السياسي الذي يحدث في الحجاز، كما يمهدون لحركة ظهوره.
وسبب هذا الفراغ السياسي في الحجاز أنه يقتل ملك من آل فلان [المقصود آل سعود] اسمه (عبدالله) فيكون آخر ملوك الحجاز [راجعوا حال الابتهاج التي انتابت جماعة إيران وحزب الله مع وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وخيبة الأمل التي أصابتهم مع قيادة الحزم والعزم للملك سلمان بن عبدالعزيز]، ويختلفون بعده على خليفته، ويستمر اختلافهم إلى ظهور المهدي، وهم في هذا دسّوا أحاديث كثيرة على أهل البيت لدعم روايتهم يقول: «أما إنه إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والأيام. قال أبو بصير فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا»… ويتحوّل الخلاف بعد مقتل هذا الملك إلى صراع بين قبائل الحجاز: «إنّ من علامات الفرج حدثاً يكون بين الحرمين. قلت وأي شيء يكون الحدث؟ فقال: عصبية تكون بين الحرميْن، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً «أي يقتل شخص خمسة عشر زعيماً أو شخصية، من القبيلة المعادية له، أو من أبناء زعيم معروف معادين له»!!
لا يقال في هكذا «هلوسة» كلام، أما صحيفتا «المعونة الإيرانيّة الشهريّة» فيصحّ فيهم قول الشاعر مروان الطفي: «بعض البشر محتال بــاع الذمّة/ الكـذب عنده مثلما شرب الماء/ يطرح هنــا كلمة ويبعش كلمة/ يقتل نهـار أبيـض بليــلة ظلماء/ برنامـج الفتنـة مــدوّن باسمـه/ يجعل لسانه بالصراحة عجما/ إبليس في رأسه مفعّـل خدمه/ بالشرّ له نظـرة وبالخير إعما»…