إنطلاقاً من كلام السيّد حسن نصرالله الاسبوع الماضي من أنّه منفتح على المسألة الحكومية في ما بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، نسأله: ماذا ينتظرون؟
أي لماذا لا يطلب من رئيس المجلس النيابي دولة الرئيس نبيه بري، رئيس حركة «أمل»، أن يقدّم موعد الجلسة المخصّصة لانتخاب رئيس من 5 أيلول المقبل الى أي وقت من الأيام المقبلة.
وفي هذا الموضوع لو كان السيّد جاداً فلا نظن أنّ الرئيس بري سوف يخيب ظن سماحته.
كذلك طالما يدّعي السيّد بأنّ العماد ميشال عون هو مرشح قوى 8 آذار… وأنّه في مكان ما ممر إلزامي لانتخاب رئيس فلماذا لا ينزل نواب «حزب الله» الى المجلس وهم الذين لم ينزلوا الى أي جلسة رئاسية منذ سنتين و4 أشهر وعلى امتداد 43 جلسة؟ أجل! لماذا لا ينزلون الى المجلس؟
وكيف يتم انتخاب رئيس وليس هناك نصاب قانوني للانتخاب؟ والسبب الحقيقي المعروف هو أنّ نواب «حزب الله» ونواب الرئيس بري وبعض نواب 8 آذار لا يشاركون في النزول الى المجلس كي لا يتأمّن النصاب للجلسة الرئاسية.
بمعنى أدق لو كان جماعة «حزب الله» يريدون انتخاب رئيس خصوصاً بعدما اتفق العماد ميشال عون مع قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لم يعد هناك مبرّر لأحد وبالذات لجماعة 8 آذار للتغيّب.
وأيضاً عندنا سؤال الى السيّد: إذا كان سماحته يرغب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية فلماذا لم يطلب من حليفه الأقرب الوزير سليمان فرنجية الانسحاب، بخاصة أنّ فرنجية ذاته يقول إنّه مع انتخاب عون؟ ولكن يبدو مع وقف التنفيذ.
ولماذا قال فرنجية إنّ أحداً لم يطلب منه أو يفاتحه بالانسحاب من الترشح للرئاسة، كما لم يطلب منه أحد أن يؤيّد ترشيح العماد عون؟!
عجيبة غريبة هذه المعادلة، إذ كيف يقول السيّد ويكرر إنه مع ترشح ميشال عون للرئاسة ولكن ماذا قدّم من مساعي لتنفيذ هذا الوعد؟
يبدو أنّ كلام السيّد ليس جدياً ويبدو أنّه بدأ «يحس بالحشرة» بعد الخسائر الكبيرة التي يتكبدها في سوريا… وكل هذه الاستعراضات عن قوة «حزب الله» وأنهم اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة أهم من حرب 2006، إنما هو كلام لرفع معنويات جماعاته المنهارة والمتعثرة في معارك حلب… والحديث عالي النبرة حول حسم معركة حلب، هو كلام بكلام… ويعلم جيداً أنه ممنوع حسم معركة حلب لأنها المعركة المخصصة لاستنزاف الشعوب العربية وتذكية الفتنة الشيعية السنية التي خطط لها كيسنجر ويشرف على تنفيذها ولاية الفقيه.
أمّا بالنسبة لتأييده بأن يكون الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة والعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية والرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي فنقول للسيّد إنه لا يفي بوعوده وليته يتذكر من «اتفاق الدوحة» بندين.
البند الاول: عدم الاستقالة من الحكومة تحت أي سبب أو موجب.
وما حصل أنه بينما كان الرئيس الحريري ينتظر لقاءه مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض انسحب «حزب الله» وحلفاؤه من الحكومة… ما دفعها الى الاستقالة.
والبند الثاني: الثلث المعطّل… يا سيّد «يلي بيجرّب المجرّب بيكون عقله مخرّب».
وبالرغم من ذلك تفضل الى مجلس النواب والبقية تأتي.
عوني الكعكي