نعم، وبكل ثقة ومحبة، نقول للنواب اللبنانيين جميعهم: ماذا تنتظرون؟ وماذا يمنعكم من أن تنزلوا الى المجلس النيابي يوم الاربعاء المقبل (أي بعد يومين) وهو موعد الجلسة الرقم 45 التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري والذي قال غير مرّة: كفاكم دلعاً، يجب أن تنزلوا الى المجلس وتقوموا بواجبكم الدستوري المقدّس ألا وهو انتخاب رئيس للجمهورية…
ألا يكفي أكثر من سنتين ونصف السنة والبلاد من دون رأس؟
ألا يكفي أنّ المجلس النيابي الذي عنده واجب مقدّس ألا وهو التشريع وهو معطل من التشريع؟ ألا تعتبرون أنّ هذه جريمة بحق الوطن وبحق الشعب الذي أعطاكم وكالة لتمثلوه؟ ولو سألتم أنفسكم: هل ما تفعلونه مقبولاً؟ وهل ضمائركم مرتاحة؟ وهل عندما تضعون رؤوسكم على الوسائد للنوم ألا تشعرون بتأنيب الضمير؟
ألا يكفي الحكومة تعطيلاً تحت شعارات وأسباب غير مقنعة خصوصاً أنّ كل فريق يقيم الدنيا ولا يقعدها فقط من أجل الجدال العقيم، ومن دون نتيجة…؟!
ألا يكفي أنّ الحد الأدنى من التوافق غير موجود وغير متوافر في حكومة لم تستطع أن تحل مشكلة النفايات خلال 14 شهراً حيث أصبح اسم لبنان مرادفاً للنفايات بعدما كان سويسرا الشرق؟!
لا تهمنا مواصفات الرئيس، ولا يهمنا الى أي فئة ينتمي، الى 8 أو 14 آذار، خصوصاً أنّ الدكتور سمير جعجع قد قلب الموازين عندما أعلن من «معراب» أنه يرشح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية… وهنا لا بد من أن ندرك أنّ كل الإعتراضات وكل المواصفات حول الرئيس سقطت لأنّ العماد ميشال عون حصل على تأييد أكثرية المسيحيين.
أمّا للذين يقولون: لماذا لا نذهب وننتخب الوزير سليمان فرنجية؟ فنقول لهم: إنّ الوزير فرنجية لم يظهر أنه مهتم بالموضوع وبالذات، عندما يقول إنّه مع العماد ميشال عون، ويزيد بالقول إنّه لا يطلب من الرئيس سعد الحريري أن يكون محرجاً وله الحرية في أن يؤيّد من يريد.
نعود الى كتلة «المستقبل» النيابية والتي تجمع كثيراً من الآراء المختلفة وهذا شيء جيّد وصحّي، ولكن علينا أن نتذكر أنّ هذه الكتلة يهمّها الوطن أولاً وقد أثبتت في المواقف التاريخية أنها تقف الى جانب القرار التاريخي الذي ينطلق من مبدأ لبنان أولاً.
وللتذكير نسأل أولاً: ألم يعض الرئيس سعد الحريري على جرحه عندما ذهب الى دمشق وصافح قاتل والده؟
ثانياً: ألم يوافق على الاشتراك في هذه الحكومة بالرغم من وجود «حزب الله» فيها؟ ونسأل السادة النواب اليوم: أيهما أفضل أن نكون من دون رئيس ومن دون حكومة ومن دون مجلس نيابي أو أن يكون هناك حكومة؟ ثم ألم نأخذ وزارة الداخلية ووزارة العدل والتي على رأسها مَن لم نستطع أن نمدّد له 3 أشهر عندما كان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي؟!.
ثالثاً- ألم يعد الوزير الصديق نهاد المشنوق الى المكان الذي هجّر منه؟ وكيف ننظر الى الإنجازات الأمنية الكبيرة التي حققها في طرابلس بعد جولات وسنوات من الإقتتال؟!. ألم يحل ولو جزئياً مشكلة السجون؟ ألم يحقق إنجازات في الكشف عن التفجيرات والخلل الامني بسبب الحرب السورية عن طريق شعبة المعلومات؟!.
حكّموا الضمير وانزلوا الى المجلس وانتخبوا اقتناعاتكم والأهم من هو في مصلحة لبنان…
أي رئيس هو أفضل للبنانيين جميعاً بدل أن يكون لبنان من دون رئيس.
اليوم، لبنان بحاجة الى قرارات تاريخية لأنّ الظرف والأوضاع الأمنية والاقتصادية لا تتحمّل أي دلع.
ولا تؤجلوا عمل اليوم الى الغد… وأولاً وأخيراً علينا واجب وطني ألا وهو انتخاب رئيس لأنّ لبنان من دون رئيس وصمة عار على جبين كل اللبنانيين وهذا ما لا نقبله ولا يقبله أي مواطن شريف وحر.
عوني الكعكي