IMLebanon

ما قبل 8 شباط

يوم الثامن من شهر شباط المقبل على الأبواب، إذ لا يفصلنا عنه سوى مهلة زمنية قصيرة لا تتعدى الثلاثة عشر يوماً، فهل يكون هذا اليوم فاصلاً؟

بداية نبادر الى إستبعاد أن يحلّ الحسم الرئاسي في هذه الأيام المقبلة. فالبضعة عشر يوماً ستبقى، في تقديرنا، قاصرة دون استيعاب سلسلة تطورات يُفترض أن تسبق الحسم.

والحسم أنواع:

أولاً – الحسم لجهة عقد الجلسة وإجراء الإنتخابات الرئاسية بعد توافر نصاب الثلثين للجلسة، وهو ذاته للفوز في دورة الإقتراع الأولى، ثم أكثرية 65 نائباً للفوز بالأكثرية المطلقة أي النصف زائداً واحداً: 64+1.

فهل ان الحضور بالثلثين وما فوق بات متكاملاً أو متفقاً عليه؟ حتى موعد كتابة هذه الأسطر لا يبدو الأمر كذلك.

لهذا تُـجرى إتصالات ومباحثات حثيثة اشرنا إليها في عجالة يوم أول من أمس السبت داخل فريق 8 آذار في إتجاهات عدة:

1- في إتجاه المرشح الرئاسي البارز النائب سليمان فرنجية الذي يتعرّض لرغبات معنوية كي ينسحب لمصلحة الجنرال ميشال عون، لم تبلغ، ولن تبلغ حد الضغوط.

من يتولى هذه المساعي؟ إنه حزب اللّه من دون أدنى شك الذي حسم موقفه، من زمن بعيد، الى جانب الجنرال.

معلوم أن فرنجية ينسحب على قاعدة «الخطة ب». وهذه الخطة ليست واردة لدى الرابية. وقد قال، أمس، النائب إبراهيم كنعان (احد ثنائي التسوية بين عون وجعجع الى جانب الزميل ملحم الرياشي): لسنا في وارد «الخطة ب» فنحن كنّا الخطة «A» قبل التطور الأخير في معراب واليوم أصبحنا في الخطة (A+) .

2- في إتجاه بعض قوى  8 آذار التي جاهر بعضها بتأييد فرنجية (عاصم قانصوه / البعث) ولم يحدد سواه موقفه بعد (اسعد حردان / القومي السوري)… صحيح أن ليس لهذه القوى حضوراً نيابياً واسعاً إلا أنّ لكل صوت حساباً، فالمعركة «على المنخار» كما يقال.

3- خصوصاً في إتجاه الرئيس نبيه بري. وهذا ما ليست وقائعه قد تبلورت حتى الآن، واضح أن رئيس حركة أمل لا يميل الى إنتخاب العماد عون رئيساً… إلاّ أنّ للأمر حساباً قد يكون في إطار آخر.

ثانياً – إن فريق 14 آذار الذي استطاع الرئيس سعد الحريري أن يحسم الأمر فيه الى حد كبير بالنسبة الى دعم ترشيحه النائب فرنجية لايزال غير قادر على جمع أكثرية الثلثين الضرورية لعقد الجلسة… وهذا يتطلب إنضمام أطراف من فريق 8 آذار اليه، باعتبار «المستقلين» هم عموماً حلفاء جديون لـ 14 آذار.

وبالنسبة الى حزب الكتائب فشروطه ليست سهلة لتأييد أحد المرشحين اللذين ينتميان الى  8 آذار. فهو طلب بلسان رئيسه النائب الشيخ سامي الجميل مواقف قد يتعذر على فرنجية أن يعلن التزامه بها، وطبعاً سيتعذر ذلك على عون الذي جل ما يمكن أن يؤخذ منه في هذا المجال هو ما أخذه الدكتور سمير جعجع في ورقة إعلان النيات وفي بيان معراب.

ثالثاً – على الصعيد الخارجي (عربياً ودولياً) فإنّ الإهتمامات هي في مكان آخر تماماً وليست في أجواء الإنتخابات الرئاسية اللبنانية، باستثناء تلك الكلمات التي يتغرغرون بها: «لبنان في حاجة ماسة الى ملء الفراغ الرئاسي»… ومن يشك في هذه الحاجة الماسة. إضافة الى أن أي تطورات حاسمة على الأرض لم تظهر بعد لا في اليمن ولا في سوريا.

باختصار قد يكون بت الوضع الرئاسي متأخراً الى فترة زمنية قد لا تقل من شهرين أو ثلاثة.