IMLebanon

ماذا بين الكتائب والقوات؟

توقّف مصدر نيابي في 14 آذار عند الخطاب المتشنّج الذي يطبع الأداء الإعلامي لحزب الكتائب ويبرز بشكل خاص في الموقع التابع للحزب، حيث لاحظ المصدر وجود مؤشّرات على محاولة إطلاق حملة سياسية تستهدف أكثر من فريق سياسي في 14 آذار، وفي مقدّمها «القوات اللبنانية»، حيث ورد في افتتاحية موقع حزب الكتائب اللبنانية الإلكتروني، وتحت عنوان «أعيدوا حساباتكم… عادت الكتائب!»، حيث ورد فيها «إن الهدف من عدم الخوض في الحوار الوطني، هو التشهير بالكتائب وقيادتها ضمناً…»، وهو ما اعتبره هذا المصدر النيابي، حملة مباشرة ضد الذين رفضوا الإنخراط في الحوار الحاصل في المجلس النيابي، غامزاً من قناة «القوات اللبنانية» التي رفضت دخول هذا الحوار. وقال المصدر، أن من رفض المشاركة في الحوار لم يرفض لمجرّد التلذّذ بالمراقبة وتسجيل النقاط، بل إنه اتخذ هذا الموقف ليقينه بأن لا فائدة من الجدل البيزنطي والإستعراضات السخيفة واصطناع البطولات الوهمية في التصدّي للخصوم، لأن الوقائع أثبتت التوقّعات بأن الحوار مضيعة للوقت ولا يقدم ولا يؤخّر. واستغرب قراءة الكتائب لقرار عدم الخوض في الحوار، حيث اعتبره «تشهيراً بالكتائب وقيادتها ضمناً»، وكأن المسألة تنحصر بالتلهّي بسجال حول هاجس الأحجام، مع العلم أن المشكلة، كما أكد المصدر، هي أكبر من السجال مع الكتائب. مضيفاً أن «النص الزاخر بالعِقد يستهدف القوات التي لم تتوقّف يوماً عند هذا المنطق». وأوضح أن الأمر يتعلّق بالخلاف مع أكثر من فريق، ومن خارج 14 آذار، حول قضايا استراتيجة تتناول بقاء الدولة، وعدم السماح باضمحلالها ورفض التمادي في تعطيل الإستحقاق الرئاسي، وهو ما عبّر عنه أكثر من نائب ومسؤول في القوات في الأسابيع الماضية.

وفي هذا الإطار، أبدى المصدر النيابي نفسه، دهشته للإصرار الكتائبي على نبش ماضٍ طوى صفحته المعنيون به، وهو زمن الحرب، معتبراً أن هناك أطرافاً تريد أن يبقى الخلاف بين الأخوة، وأن تبقى الجراح مفتوحة. وأضاف المصدر، أن اسلوب المضي في إطلاق التهم بقصر النظر وبالخيانة والإستفزاز والفرح باجتياح المناطق المسيحية في حينه، ليس أكثر من محاولة يائسة لإعمال السكين في الجرح، مقابل إظهار الكتائب وكأن لا علاقة لها بما آل إليه وضع المسيحيين، نتيجة السياسات الخاطئة التي اعتمدتها القيادة الكتائبية من خلال إدمانها على الهزائم والزحف نحو دمشق لاستجداء التجديد أو التمديد، وترك البلاد في حالة انقسام وفوضى.

وكشف المصدر النيابي في 14 آذار، أن الحقيقة تقتضي القول أن أمين الجميّل هو من أتى بسمير جعجع وبميشال عون، ولولاه، لما كانت قوات وتيار، معتبراً أنه لا علاقة له بتضحيات الكتائب وشهاداتها، لأنه كان دائماً يتصرّف بانتهازية كالفروع التي تنبت حول الجذع، خاصة أنه، دمّر الإنتصار التاريخي بوصول بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية، إذ بدلاً من أن يحوّل إستشهاده إلى فعل قوة وإيمان لتحقيق الحلم، عمل على نقضه وتحويله تدريجاً إلى أنقاض. واستشهد المصدر بما ورد في خطاب نجل بشير النائب نديم الجميل، وفي ذكرى استشهاد والده، والذي هاجم عمّه مباشرة، إذ قال: «لو كان بشير حيّاً، لما انهارت الدولة ولما استشرى الفساد».