الهدوء الذي سيطر على أجواء العملية الانتخابية في مرحلتها الاولى، لا سيما في البقاع الذي فاجأ المراقبين الامنيين، وتحديداً في زحلة، التي افتقدت للصخب، الى حد الارتخاء الكامل، لكن هذا الهدوء لم يمنع مدينة زحلة، من ارسال مؤشرات سيكون لها تأثيرها القوي في الساحة اللبنانية، بعدما انتخبت تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، الذي حصل مرشحيه على لائحة المهندس اسعد زغيب، على الف صوت زيادة عن زملائهم في اللائحة، وهذا ما يشير بقوة الى التزام حزب الله بحلفائه، لجهة قانون الانتخابات النيابية وانتخاب رئىس للجمهورية.
تصويت مدينة زحلة، الذي كان يؤمل منه ان يكون بنسب مرتفعة، وجّه ضربة قاسية لزعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي حاول الالتفاف على التفاهم المسيحي بتحالفه مع ميريام طوق سكاف عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف، وكان الحريري يطلب من انصاره في نطاق بلدية زحلة، دعم لائحة الكتلة الشعبية بقوة، ويتردد في زحلة ان سكاف تلقت اموالاً لتغطية نفقات الانتخابات البلدية كان الحريري قد وفرها لها، ولكن ليس من حسابه الشخصي،
نتائج انتخابات بلدية زحلة، اظهرت فوزاً كاملاً وواضحاً لتحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني والمهندس اسعد زغيب، وقد شكلت صدمة قوية لبعض القوى السياسية في لبنان، التي تنتظر استكمال المراحل الاخرى من الانتخابات البلدية في بقية المناطق، لتبني على الشيء مقتضاه، فيما يخص قانون الانتخابات النيابية القادمة في ايارعام 2017، والانتخابات الرئاسية، وحسم الجدل القائم حول انتخاب الرئىس اولاً، ام اقرار قانون الانتخابات النيابية.
واظهرت نتائج الانتخابات البلدية في زحلة ان الصوت الشيعي في نطاق بلدية زحلة وازن ومرجّح، وملتزم بوعوده وعهوده. واي انكار لهذا الواقع، سيواجه بالارقام والوقائع.
يشير احد المراقبين لنتائج الانتخابات البلدية في زحلة الى الاسباب التي ادت الى خسارة لائحة الكتلة الكتلة الشعبية التي ترأسها سكاف فهي عديدة ومتراكمة ولم تبادر ميريام سكاف الى حلحلتها مسبقا منها خلافها مع المهندس اسعد زغيب الذي ساهمت الكتلة الشعبية في ترؤسه مجلس بلدية زحلة 12 سنة ثم جرى تخوينه، خلافها مع رئىس البلدية الحالي المهندس جوزف دياب المعلوف الذي اوصله الوزير الراحل الياس سكاف الى سدة الرئاسة ثم جرى اتهامه بالفساد على خلفية ترخيصه لما يسمى معمل الاسمنت لآل فتوش، كما ان خلافها مع راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش وخلافها المزمن مع آل فتوش وخلافها المستجد مع الوزير السابق سليم جريصاتي، وهناك اسباب غير مباشرة ليست مسؤولة عنها السيدة سكاف منها تجربتها الاولى في خوض المعارك الانتخابية بعد وفاة زوجها الوزير سكاف ولسوء حظها كانت تلك المعركة قوية جدا وتتخطى حدود مدينة زحلة اضافة الى تبديل الاسماء التي رفعتها الى حزب الله الذي سيعطي اصوات ناخبيه لهم، فضلا عن ماكينتها الاعلامية الفاشلة وابعاد ابن عم زوجها ميشال سكاف عن المشهد الانتخابي والذي كان سيوفر لها نتائج افضل والارقام التي حصدتها لائحة الكتلة الشعبية، لم تكن مبشرة اذا ما فصلنا الاصوات الاسلامية الشيعية والسنية التي صوتت لمصلحة لائحتها.
اما في المقلب الاخر فكان وجود حزب الكتائب اللبنانية ضمن التحالف المسيحي ضعيفا، ولم يتمكن من الحصول على حصة وازنة او يتبوأ اي من مرشحيه اي موقع في اللائحة.
اما الارقام التي حصلت عليها لائحة زحلة تستحق التي ترأسها موسى فتوش والمدعومة من شقيقه النائب نقولا وبيار فلا نستطيع القول انها عبّرت عن حجمهم الحقيقي في المدينة الذي سعى آل فتوش لاظهاره قبل ان يجري تدقيق في اصوات الناخبين بشكل عام.
وختم المراقب الزحلاوي، ان الفائز اسعد زغيب اعتبر ان الانتخابات انتهت وباتت وراءنا والوقت هو وقت العمل وسنمد ايدينا للجميع.