IMLebanon

متغيرات ما بعد اسقاط السوخوي؟!

ظهر اسقاط  طائرة السوخوي الروسية الحربية وكأنه نصف نهاية للعالم الشرق اوسطي، بعد لجوء موسكو الى استنفار قواها المتطورة، ما ترك انطباعا بأن الروس لن يسكتوا على ظهورهم بأنهم مستهدفون من القيادة العسكرية التركية التي لا بد وانها تعرف استحالة وضع رأسها برأس موسكو المستعدة منذ دخلت الحرب السورية لان تتوسع لتشمل ابعد من تركيا والعراق والاردن   ولبنان،  اي المحيط التركي من غير ان تحسب حسابا الى امكان زعل اميركا بالنسبة الى مصالحها في المنطقة التي سستأثر سلبا جراء كل ما يطرأ على ملف الحرب السورية – السورية؟!

رب قائل ان تركيا تعرف الى اين تسير علاقاتها مع روسيا في حال استمر التحدي المتبادل بين الطرفين لجهة قول الروس انهم لن يتركوا الاتراك ينعمون بخبر اسقاط  السوخوي بقدر ما على العالم اجمع ان يدرك ان الروس يرفضون جرهم الى حرب ساخنة، في حال لم يدرك ان الحرب الباردة ليست لمصلحتهم  في نهاية المطاف بحسب مؤشرات الحال العسكرية في المنطقة (…)

وما على الجميع ادراكه هو ان تركيا لن تخاف من تهديد ان موسكو ليست مستعدة لشن حرب عالمية ثالثة لقاء خسارتها طائرة السوخوي، لكن ذلك لن يعفي الاتراك من دفع الثمن السياسي والاقتصادي حيث يبلغ حجم العلاقة بين الجانبين من اتفاقات نفط وغاز وسياحة تصب كلها في مصلحة الخزينة التركية بمعدل 70 مقابل 30 في المئة قياسا على ما كانت عليه العلاقة بين البلدين خلال العام الفائت.

فكلام الزعيم  الروسي فلاديمير بوتين الاخير ليس بوسع احد تأويله لجهة قوله انه لن يقبل بما حصل مهما اختلفت الاعتبارات السياسية الاقليمية والدولية حيث لكل واحد مصالحه الخاصة التي يتعذر على اي طرف تخطيها فكيف اذا كانت روسيا في حال حرب مع الاتراك  الذين  لا بد وان يكونوا يعرفون حدودهم السياسية والحربية، اضف الى ذلك ان الروس يخشون ان تستخدم تركيا ما حصل كمادة استفزاز على المسرح العالمي (…)

من هنا بالذات يجمع المراقبون على القول ان نتائج ما حصل اخيرا يحتم على الروس القيام برد فعل يتجاوز تعزيز ترسانتهم الحربية في سوريا بما يسمح بضرب اي اختراق تركي لحرية الحركة الروسية في اجواء سوريا بما في ذلك من مناطق انتشار القوات السورية على الارض ما يوحي ان نظام الرئيس بشار الاسد دخل مرحلة جديدة من التماسك على اساس رفض الروس اسقاطه بمختلف  وسيلة ممكنة ان من خلال التفاوض مع المعارضة المدعومة من اميركا والغرب او من خلال قوى الداخل التي تتصدرها داعش وتنظيم النصرة، اضاف الى المعارضة الداخلية المحسوبة خصوصا على الغرب، من غير ان تتأثر بالتطورات الاقليمية (…) ذات العلاقة بالحال الدولية والخارجية على السواء؟!

فضلا عن كل ما تقدم فان الروس لا بد وان يعززوا قبضتهم على كل ما له علاقة بالنظام السوري، حتى ولو اضطر الامر الى ان يتفردوا بقيادة كل ما له علاقة بالحرب في سوريا ولو على حساب الحليف الاراضي الذي يقتصر دوره على حماية مناطق معينة في سوريا!

المؤكد عسكريا ان الاتراك لن يرتكبوا خطأ مماثلا لاسقاط السوخوي الروسية، ما يوحي بان فترة  من الهدوء  ستسيطر على الوضع العام في سوريا بعكس كل ما تردد اخيرا عن ان الرئيس الاسد اصبح على مشارف ترك الحكم لاحد كبار مساعديه مثل نائبه فاروق الشرع، فيما تقول مصادر مطلعة ان الروس لن يغيروا نظام الاسد  بعدما امكنه المحافظة على موقعه على رغم الـظروف الصعبة التي مرت  بسوريا  منذ اكثر من ست سنين حفلت بأبشع  انواع الحرب العسكرية والاقتصادية فضلا عما حصل جراء حركة النزوح التي تخطت المعقول ومعها مصرع اكثر من ثلاثمئة الف ضحية (…)

ولجهة الحليف الايراني فقد سبق القول ان ما قدمته ايران مدعومة بمقاتلي حزب الله تشكر عليه، لكن هناك وجهة نظر اخرى ترى ان الروس هم من ابقى النظام الاسدي واقفا على رجليه، لاسيما بعد استرداد مناطق شمالية حساسة كانت خاضعة للمعارضة ولداعش، خصوصا تلك الواقعة على الحدود التركية المتنازع عليها وفي حال حصل العكس وذهب نظام الاسد فان خلفه لن يكون قادرا على الامساك بزمام الامور مهما تغيرت تطورات الداخل والمحيط؟!