Site icon IMLebanon

متغيرات ما بعد انكشاف ايران؟!

 

ستبقى ايران في عين العاصفة الى حين توقيع  اتفاقها  مع اميركا لاسيما ان الكلام على التفاهم الذي تم التوصل اليه اخيرا في محادثات لوزان، لم يرق الى اتفاق قبل توقيعه اواخر حزيران المقبل، مع ما يعنيه ذلك من تعليق الامور ايضا الى حين العمل بوقف العقوبات الاميركية – الاوروبية بحق الجمهورية الاسلامية في ايران، وهذا بدوره في صلب ما جرى التباحث بصدده، بدليل قول طهران في معرض كلامها على ما تحقق «اننا سلمنا اميركا والغرب الحصان بعدما اعطونا في المقابل رسنه»!

ان الايرانيين لم ينجحوا الى الان في فهم ما حققوه، ليس لان العراضة المسلحة التي استقبلوا  من خلالها المفاوضين الايرانيين في لوزان لم ترق بهم الى حد القناعة بان اميركا وشركاءها في اوروبا قد اقتنعوا بثبوتها  بالنسبة الى تجنب مقاربة اي توجه لصناعة قنابل نووية وهي المادة  الرئيسية التي تجنيها العقوبات المفروضة عليها، فيما يعرف الجميع ان خصوم الرئيس الاميركي باراك اوباما في الكونغرس اعربوا عن عدم رضاهم  على ما تم التوصل اليه جراء شهور من التفاوض، كما كان موقف اسرائيلي معترض، حيث قيل في هذا الصدد ان المهم بالنسبة الى الموضوع هو ارضاء اسرائيل لجهة مخاوفها من حيازة ايران سلاحا نوويا يمكن ان تستخدمه في حال جرت الامور بعكس ما تشتهيه   تل ابيب!

صحيح ان هذا الكلام  غير جدي في مجال الحديث عما تم التوصل اليه، لاسيما ان قرار وقف ايران تخصيب اليورانيوم جاء من ضمن مخاوف اميركا  والغرب واسرائيل، الامر الذي جعل ايران تبدو مجبرة على تقديم تنازلات من شأنها كسر الشوكة الايرانية في مناطق الخليج العربي والعراق وسوريا واليمن، حيث الامور تحتاج الى تجريد طهران من كل ما يمكن ان يساعدها في المناطق الانفة الذكر، لاسيما ان الموفدين الاميركيين الى كل من السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي  قد اوضح ما لم تقبل ايران بتوضيحه لجهة البقية الباقية من مصالحها الاستراتيجية.

يبقى القول ان تورط ايران في حرب اليمن يأتي من ضمن المصلحة العربية العليا، لاسيما عندما توزع جهودها في اكثر من اتجاه عسكري واحد، قد لا تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها السياسية والعسكرية بحسب ما هو سائد في الشطر الغربي الذي يوصلها الى اليمن، حيث يستحيل عليها القبول بتوظيف قدراتها هناك، وهذا عائد الى النزف الحاصل في كل من العراق وسوريا (…) واليمن اخيرا، الا في حال كانت رغبة للانقلاب على مشاريعها السياسية.

واذا كان من مجال لوقف امدادات ايران العسكرية والاقتصادية والمادية الى كل من الدول المحيطة بمجلس التعاون الخليجي، وهذا بدوره من الامور الواجب الانتباه الى ابعادها حيث لا طاقة  ايرانية للوفاء بالتزاماتها، حتى ولو ادى اتفاقها مع اميركا الى استرداد الحصان ورسنه كما يقول خصوم ايران في الدول ذات العلاقة المباشرة بامكان تطور الحال العسكرية الى ابعد من اليمن، وهذا بدوره محسوب بحسب الاتجاه الذي يخدم الريح العربية غير القابلة لان تكون ضد المصلحة السعودية، والادلة على ذلك اكثر من ان تحصى؟!

ويجمع المراقبون في هذا المجال على القول  ان الايام التي تفصلنا عن توقيع الاتفاق الذي تم التوصل اليه في لوزان يتطلب متابعة دقيقة طالما ان ايران غير مؤهلة لان تتراجع عما تقرر، كما يقال ايضا ان المسيرة العسكرية ذات العلاقة بالوضع في اليمن لا بد وان تزيد من تورط ايران من غير ان تستوعب المخاطر التي يمكن ان تصل اليها بعد ان تكون  الالة الحربية العربية قد ادت الى انسلاخ الحوثيين عن المناطق التي يحتلونها فيما يجمع المراقبون على القول ان ايران قد وقعت في خطركبير جراء تورطها في الحرب اليمنية؟!

وما يثير التساؤل ان هناك من يتوقع تسوية تاريخية في ظل نظام اقليمي جديد بعد ان تتحول الحرب في سوريا الى اسقاط نظام بشار الاسد واستعادة العراق وحدته، بعد اعادة النظر بما هو مطلوب دوليا لانهاء حركتي داعش والنصرة مقابل تراجع دول المنطقة عما كانت تطالب به لجهة صرف النظر عن تقسيم بعض الدول خصوصا سوريا.

ولجهة الخوف في لبنان من ان يتوسع التدخل الايراني، يجمع المراقبون على القول ان طهران ليست في هذا الوارد لان الظروف تعمل لما فيه مصلحة اسرائيل في الوقت الحاضر، اضافة الى ان حكومة بنيامين نتانياهو المتطرفة، لن تعترض على فتح معركة مع ايران، وجماعة حزب الله بعد ان يكون الوجود الايراني في سوريا قد تقلص بالاتجاه الذي يخدم مصالح المعارضة السورية فضلا عن ان حزب الله لا يراهن على خوض معركة مع اسرائيل كي لا تتطور امور الداخل في الاتجاه الذي يخدم مصلحة اسرائيل في المستقبل المنظور؟!