IMLebanon

ماذا فعل ابو فاعور في الاردن؟

تفاعلت الأزمة الدرزية إلى حد لم يسبق أن شهدته منذ سنوات طويلة في تاريخ الإنقسام الجنبلاطي ـ الإرسلاني، وذلك انطلاقاً من الإختلاف الكبير في النظرة إلى الصراع الدائر في سوريا. ونقلت أوساط سياسية عن النائب وليد جنبلاط، استياءه الشديد من اتصال التعزية بالشيخ وحيد البلعوس، والذي أجراه النائب طلال إرسلان بالرئيس السوري بشّار الأسد، ذلك أن موقف جنبلاط من هذه الجريمة يناقض موقف إرسلان، وقد برز ذلك بوضوح من خلال الإشكالات التي شهدتها بعض بلدات الجبل وقراه في الأيام القليلة الماضية بين مناصري الطرفين، وذلك على خلفية رفع أعضاء في الحزب التقدمي الإشتراكي صور الشيخ البلعوس ولافتات تشيد بإنجازاته وبطولاته في السويداء.

وكشفت الأوساط، أن هذه الإشادة لم ترق الحزب الديمقراطي اللبناني، الذي استنفر مستنكراً، خاصة أن أكثر من جهة سياسية في الجبل، وقفت إلى جانبه، مما بات يهدّد بحصول صدامات، ولو محدودة، في الشارع الدرزي. وقد استدعى هذا الأمر سلسلة اتصالات جرت في الأيام الماضية، وعلى أعلى المستويات، لتجنيب قرى الجبل أي فتنة داخلية نتيجة الإنقسام السياسي الحاد بين جنبلاط وإرسلان. وفي هذا الإطار، كان لافتاً الإحتفال التأبيني بالأمس في دار الطائفة الدرزية في بيروت، خاصة أنه تزامن مع سلسلة مواقف جنبلاطية داعمة لثورة جبل العرب في مواجهة النظام السوري. واعتبرت الأوساط، أن مشايخ الدروز الذين التقوا في دار الطائفة في فردان، قد عبّروا عن موقفهم الداعم للنائب جنبلاط، وهم بذلك يكرّسون إعلانه واتّهامه للنظام في جريمة الشيخ البلعوس، وذلك على الرغم مما كان قد أعلن في سوريا بعد توقيف المتّهم بتنفيذ هذه الجريمة.

من جهة أخرى، تحدّثت الأوساط نفسها، عن أن النائب جنبلاط قد باشر أخيراً بتحرّكات مع أكثر من مسؤول في الحزب التقدمي الإشتراكي في قرى الجبل وحاصبيا وراشيا والساحل، وذلك لتنبيههم من سيناريو مشبوه لجرّ الدروز إلى الإقتتال الداخلي. وقد دعا الجميع إلى التعقّل والحفاظ على استقرار الجبل، وذلك من خلال التعاطي بإيجابية كاملة مع أي ممارسات قد تصدر عن مناصري الأحزاب الدرزية الأخرى المناهضة له، ذلك أن المرحلة حسّاسة وخطيرة، كما يؤكد النائب جنبلاط في كل مجالسه. لكن هذا الواقع، لا يلغي أن مشهداً جديداً قد ارتسم على الساحة الدرزية منذ اغتيال الشيخ البلعوس، كما أضافت الأوساط نفسها، والتي رأت أن ما قبل هذه الجريمة ليس كما بعدها، خصوصاً على مستوى المواجهة المقبلة في أكثر من ساحة درزية في لبنان كما في سوريا. وقد طرحت هذه الأوساط أكثر من علامة استغراب حول دوافع وظروف الزيارة الخاطفة التي قام بها الوزير وائل أبو فاعور إلى الأردن، والتي عرضت التطوّرات في السويداء خصوصاً وجبل العرب عموماً، إضافة إلى الأوضاع في درعا، حيث نقل إلى أركان الطائفة الدرزية توجّهات النائب جنبلاط حيال الوضع الدرزي عموماً اليوم. وتوقّعت الأوساط أن يستمر التوتّر على خط العلاقات بين المختارة وخلدة، مشيرة إلى وجود مخاوف جدية من تداعيات الدعم الجنبلاطي للثورة الدرزية في جبل العرب، والذي يقابله حراك مضاد من تيارات درزية أخرى في منطقة الجبل في المرحلة المقبلة.