قد لا يشكل المقعد النيابي طموحا بحد ذاته لعقيلة الوزير الراحل الياس سكاف ميريام سكاف، بل محطة لإستئناف مسيرة عائلة آل سكاف وتاريخها الممتد منذ 85 عاماً والتي شكلت في سنين مضت مركزا محوريا في تاريخ السياسة اللبنانية. حيث كان إلياس سكاف الجد يتمتع بتأثير إنتخابي كبير يبدأ من الجنوب لينتهي في بعلبك – الهرمل. وإستطاعت هذه العائلة أن تنسج أفضل العلاقات مع السعودية، وكانت تتميز بحظوة كبيرة لدى ملوكها وأمرائها.
وتؤكد مصادر زحلاوية أن سكاف تسعى للحفاظ على تاريخ العائلة من أجل تسليم رايتها لأبنائها الذين مازالوا دون سن الرشد، وتشير المصادر الى أن سكاف ستخوض معركة وجودية وهي أشبه بصراع البقاء لأن المعركة الإنتخابية المقبلة في مدينة زحلة هي مسيحية مسيحية بالدرجة الأولى وكاثوليكية كاثوليكية بالدرجة الثانية لأن هناك أربعة من المرشحين الكاثوليك يعتبرون مرشحين أقوياء يتنافسون على الصوت التفضيلي فمنهم من إتجه بتحالفه مع التيار الوطني الحر ومنهم مع القوات اللبنانية وسكاف تتجه بإتجاه تيار المستقبل لإقامة تحالف معه لكن شرطها لدخول اللائحة المستقبل بإعتماد الأخير مرشحين تقوم بتسميتهما بنفسها إلا أن المفاوضات جارية لتذليل العقبات وإقناع سكاف بعدم قدرة التيار على إعتماد غيرها في الائحة. وتبقى الأنظار شاخصة نحو النائب نقولا فتوش لمعرفة بأي إتجاه تحالفي سيتجه.
ولفتت المصادر أن العلاقة المتوترة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والتي قد تنتهي بطلاق تبياني غير قابل للعودة قد تستفيد منه سكاف شعبيا وقد تستفيد من حالة التخبط داخل التيار الوطني الحر في مدينة زحلة وقد تتجه قيادة التيار في بيروت لتعيين قيادة جديدة لمنسقية زحلة وتوسيع الماكينة الإنتخابية فيها، حالة التخبط هذه داخل التيار إستدعت زيارة عاجلة لرئيس التيار الوزير جبران باسيل مساء أمس الأول بعد إنتهاء برنامج زيارته للبقاع الغربي.
وختمت المصادر أن سكاف قد تشكل نقطة مشتركة لتيار المستقبل وللثنائي الشيعي الذي يحافظ على علاقة جيدة معها، إلا أن الأخيرة تميل إلى تيار المستقبل وبيئته السنية الواسعة ليس فقط للحصول على مقعد نيابي بل لأن مستقبل أبنائها مرتبط بالحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية التي قطع سفيرها السابق علي عواض العسيري وعدا للوزير سكاف قبل وفاته وبحضور عقيلته وبحضور شخصين آخرين بمساعدة سكاف في معركته النيابية المقبلة وتقديم كل ما يلزم لخوض هذه المعركة.