لا شك في أنّ السياحة هي العمود الفقري للاقتصاد اللبناني وهي أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة.
بعبارة أخرى كان اللبنانيون ينتظرون فصل الصيف حتى يأتي الاخوة العرب لتمضية هذا الفصل في الربوع اللبنانية… وبالفعل كانوا يفدون بكثرة وافرة، مستفيدين من المناخ والطبيعة… فاستثمروا، واشتروا الأبنية والعقارات… الحرب الأهلية 1976- 1975 عطلت الموسم السياحي، واستمرت الحال مداً وجزراً حتى العام 1989 (اتفاق الطائف)، وبعد إقرار الاتفاق عادت السياحة تنشط في لبنان، وأقبل السياح العرب والخليجيون خصوصاً، وعاد الوضع في لبنان مثلما كان حتى أواسط سبعينات القرن الماضي… ولم يقتصر الأمر على الصيف بل اتصلت به عطل الأعياد المسيحية والإسلامية كلها، إضافة الى موسم الثلوج والاشتاء… وكان المردود أموالاً طائلة على اللبنانيين وانتعاشاً كبيراً في الاقتصاد . هذا تعطل كله لأنّ «حزب الله» قرّر (منفرداً) أن يكون إيرانياً: أن ينخرط في الحرب السورية وفي الأحداث في اليمن، وفي البحرين، وفي العراق، وأن يرسل عشرة آلاف بزة عسكرية الى الكويت، وأن يخرّب في السعودية… باختصار لم يترك بلداً عربياً (وبالذات بلدان الخليج العربي) إلاّ تدخل فيه. وكأنه لم يكف اللبنانيين بوار المواسم السياحية، فلحق بهم الحزب بالضرر والأذى الى حيث راحوا يبحثون عن لقمة العيش بتعبهم وعرق جبينهم في البلدان العربية… ويومياً نسمع ما يصيب بعض اللبنانيين من تدابير تتناول تحديداً الذين هم على علاقة بـ»حزب الله». والسؤال الذي يطرح ذاته: هل يترك «حزب الله» اللبنانيين يتابعون حياتهم الطبيعية؟ وهل يدرك ماذا يفعل بهم وبمصالحهم؟ نقول هذا ولم نتحدث بعد عن تعطيل «حزب الله» دورة الحياة في البلد: من تعطيل الحكومة والمجلس النيابي بعد فرضه الفراغ في رئاسة الجمهورية.