بعد ٣٥ عاماً صدر حكم المجلس العدلي على حبيب شرتوني قاتل الرئيس بشير الجميّل. وهذا يؤكد أنه مهما طال الزمن فالعدالة آتية لا ريب فيها.
ونحن مع القول المأثور: لا يموت حق وراءه مطالب. وهذا يبشّر بأن قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري حسابهم آت لا ريب فيه، مهما طال الزمن ايضاً، خصوصاً أن نجله الرئيس سعد الحريري لن يتنازل عن هذا الحق، لأنه يؤمن بأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها.
المشجّع في الأمر أنه بعد ٣٥ سنة تغيّرت الظروف وباتت ملائمة لاتخاذ القرار، الذي كان يجب اتخاذه من زمن بعيد. ولكن الإغتيالات السياسية بحاجة الى ظروف سياسية ملائمة لاتخاذ القرار بشأنها.
والقرار السياسي بالنسبة الى الرئيس رفيق الحريري آت من دون أدنى شك لأن الأمور في طريقها الى تغيير حقيقي.
هنيئاً للبنان، واللبنانيين، وهنيئاً الى عائلة الرئيس الشهيد المرحوم الشيخ بشير الجميّل.
وهنا لا بد أن نعود الى ما جرى في المجلس النيابي هذا الأسبوع نتوقف عند المحطات الآتية:
اولاً: اللي ما عندو سعد الحريري لازم يشتري سعد الحريري. يوماً بعد يوم وبالرغم من الضغوطات كلها، وما يتعرض له من »محاربات«، خصوصاً لأنه يؤمن بالإعتدال، ومسيرة الاعتدال في لبنان صعبة، ومع ذلك فهو يؤمن به، وبات وجوده في رئاسة الحكومة أكثر من ضرورة.
ثانياً: القنبلة التي فجّرها النائب جورج عدوان، والتي كانت غير متوقعة، والجميع يعلم خطورتها ومدى تأثيرها على الاقتصاد اللبناني، ما أدى الى استغراب شبه عام، خصوصاً أن الدكتور سمير جعجع خارج البلد، وتصرفات الحكيم في المدة الاخيرة، ومنذ توقيع اتفاق معراب باتت تنمّ على أنه »أم الصبي« فماذا عدا مما بدا؟
ثالثاً: ردّ الحريري مرّتين على مداخلات النواب، والردان جاءا في اطار الاعتدال. وامام التطرف النافر استطاع الحريري ان يتعامل مع الهجمة على الحكومة بهدوء وعقلانية وطول أناة، وفي أحيان نادرة اضطر ان يعترف بأن كل ما تتعرض له الحكومة سببه النقل التلفزيوني المباشر… والانتخابات المقبلة.
رابعاً: تحدث الحريري عن الانجازات. وبرأينا أن أهمها قاطبة أنه أصبح في لبنان دولة طبيعية: رئيس جمهورية، حكومة، مجلس نواب يعمل، قانون انتخابات، تعيينات ادارية، تعيينات ديبلوماسية (…) وفوق ذلك كله انتهينا من أسطورة الـ١١ مليار دولار وتم اقرار الموازنة التي كنّا نسينا، بعد ١٢ سنة، انه لا بد من الموازنة لتستقيم احوال البلد وتسيير دفة الحكم.
عوني الكعكي