IMLebanon

ماذا تريد قطر؟

كانت المملكة العربية السعودية سابقاً تتبع اسلوب “من ضربك على خدّك الأيمن فأدِرْ له الأيسر”، ولكن يبدو أنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنذ “عاصفة الحزم” في اليمن، أصبح صاحب سياسة جديدة وهي “العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم”.

وللعلم فإنّ “عاصفة الحزم” جاءت بعدما أطالت السعودية صبرها على ما يجري في العراق من تمدّد وسيطرة إيرانية على هذا البلد العربي.

ثم انتقلت القصة الى البحرين، فحاولت إيران أن تمتد يدها الى هذه المملكة العربية، فصدّتها المملكة بـ”درع الخليج”.

ولم تكتفِ إيران بما فعلته في العراق وحاولت أن تفعله في البحرين، إنما اتجهت الى سوريا، ومن أسف أنّ بشار الأسد سلّم سوريا الى الفرس.

واليوم يقولون إنّ من يحكم دمشق فعلياً هو “حزب الله”، وميليشيات الحرس الثوري والميليشيات العراقية وأبرزها ابو الفضل العباس، وقوات زينب الخ…

لذلك عندما حاولت إيران أن تتمدّد في اليمن من خلال الحوثيين ومدّهم بالسلاح والعتاد والأموال كان لا بد من تدخّل السعودية (لأوّل مرة) عسكرياً في اليمن.

بين السعودية التي تحارب دفاعاً عن العرب والعروبة والإسلام، وتعيد الايرانيين الى طهران، جاء تصريح أمير قطر السابق الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بالدعوة الى علاقات جيدة مع إيران والمصالحة معها…

وعندما رأت قطر الهجمة الإعلامية السعودية ضدّها، طلع وزير خارجيتها خالد العطية ليقول إنّ الكلام المنسوب الى الشيخ حمد غير صحيح.

إلاّ أنّ هذا النفي لم يفِ بتحقيق أهدافه، فبقيت قطر موضع شبهة خليجية عموماً وسعودية خصوصاً، لدرجة أنّ آل الشيخ تبرأوا من الامير الحالي الشيخ تميم بن حمد، وهو حاول أن يعود بنسبه إليهم!

والغريب العجيب، أنّ هذه الدويلة التي اسمها قطر تعيش في تناقض منذ أن خلع الامير السابق والده وتسلم الحكم.

أولاً- أقام على أرض قطر أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، في وقت كانت قطر الأقرب الى أسامة بن لادن و”قاعدته” وإلى “الطالبان”.

ثانياً- انّ قطر على علاقة مع إسرائيل وعلاقة مع إيران في آن معاً.

وفي العام 2006 عندما شنت اسرائيل عدوانها على لبنان كان حاكم قطر السابق أوّل من جاء الى لبنان زائراً الضاحية والجنوب.

ثالثاً- أقامت قطر علاقات مع الشيخ يوسف القرضاوي (إخوان مسلمين) ومع “حماس” أيضاً… وهذا نكاية بالسعودية وبالإمارات اللتين لكل منهما مشاكل مع “الإخوان”… وفي الوقت ذاته تحاول الظهور بأنها منسجمة مع سياسات مجلس التعاون الخليجي.

ماذا وكيف ستفعل قطر ازاء هذه التناقضات؟ وماذا تريد منها؟

هناك تفسير واحد: انّ مَن جاء بهذا النظام القطري ولا يزال يدعمه هي إسرائيل التي همّها الأول والأخير تعزيز التناقض والخلافات داخل المجموعات العربية.

عوني الكعكي