السؤال الأول: لماذا انتظرت روسيا أربع سنوات ونصف السنة حتى تدخلت في الحرب السورية؟
فهذه هي المرة الأولى التي تتدخل روسيا عسكرياً في بلد عربي.
صحيح أنّ علاقات روسيا مع سوريا تاريخية، وصحيح أيضاً أنّ السلاح السوري كله روسي – شرقي، ولكن في عودة الى الوراء يتبيّـن أنّه في العام 2003 وبالرغم من العقود التي وقعها صدّام حسين مع الروس بقيمة 7 مليارات دولار، أنهى الغزو الاميركي النظام العراقي فطارت معه العقود الروسية والاتفاقات مع روسيا وكذلك العلاقات الروسية – العراقية، وسيطرت الولايات المتحدة سيطرة كاملة على العراق… ثم حلت الجيش وأنشأت جيشاً جديداً بالسلاح الاميركي.
وتلك كانت الضربة الأولى لروسيا.
الضربة الثانية في ليبيا، فقد كانت عقود بمليارات الدولارات بين روسيا وليبيا، وروسيا كانت المورد الأول للسلاح الى ليبيا، وانهارت الدولة في ليبيا في 2012 وطار معمّر القذافي ونظامه… وكان أن روسيا خسرت ليبيا.
ولم يعد اليوم لروسيا من موطئ قدم في المنطقة إلاّ في سوريا حيث توجد قاعدة بحرية روسية أساسية (في طرطوس)…
ولا يفوتنا أنّ جنوب اليمن (عدن) كان على علاقات طيبة مع الروس، انتهت بتوحيد اليمنين (عدن + صنعاء) أي الجنوب والشمال.
منذ بداية الثورة السورية كان التدخل الروسي ببيع السلاح الى النظام السوري فقط، فشعرت موسكو بأنّ النظام هالك ولم يعد يستطيع بعد أربع سنوات ونصف السنةالوقوف في وجه الثورة، وأدركت أنّه حتى سوريا ستطير من بين يديها، وأنّ سقوط النظام سيكون لمصلحة «داعش».
من هنا حصل اتفاق روسي – إسرائيلي، وآخر روسي – إيراني (وإسرائيلي ضمناً) بدعم النظام كي لا تسقط سوريا في يد «داعش».
هذه هي المرحلة الأولى.
المرحلة الثانية، أي بعد مرور نحو شهر على التدخل العسكري الروسي في سوريا، استدعي بشار، سرّاً الى روسيا، نقلته طائرة عسكرية روسية وبحثوا معه في موسكو بالعودة الى المفاوضات مع المعارضة، وبعدما أبلغوه هذه الرسالة اتصل الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين بالملك سلمان وملك الاردن عبدالله الحسين وبالرئيس التركي أردوغان وقال لهم بضرورة البدء بالمفاوضات، ولم يكتفِ بوتين بذلك بل اتخذ خطوة متقدّمة جداً ألا وهي استقبال وفد المعارضة السورية بما فيه الجيش السوري الحر (علماً أنه جرى كلام متناقض حول هذه الزيارة).
الآن الروسي مرتاح وقد بدأت المرحلة الثانية أي مرحلة المفاوضات بانتظار النتائج… يبدو أنّ هناك اتجاهات جدية خصوصاً مع دخول سلطنة عُمان على الخط وهي ذات صلات وثيقة بالمراجع الدولية الكبرى صاحبة القرار.
عوني الكعكي