في ضوء ما تشهده الساحة العربية اليوم من تطورات يؤسفنا القول إنّه ليس هناك مَنْ يقدر على اتخاذ أي قرار من الأحداث والتطورات، والمذابح، والاضطرابات التي تشهدها سوريا والعراق واليمن وليبيا والجزائر، وحتى مصر(…) إلاّ المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي عموماً.
أهميّة هذه القمة الخليجية أنّ واجبها ليس فقط دولها وشعوبها، بل أيضاً إنقاذ الأمة العربية كلها التي تعاني واحدة من أكثر مراحلها صعوبة بل وخطورة.
من ناحية ثانية: نجحت السعودية والإمارات والكويت من خلال المساعدة السريعة الى مصر البالغة 12 مليار دولار في دعم الاقتصاد المصري نسبياً، وفي رأينا انّ المطلوب أكثر لإنقاذ هذا البلد العربي الأكبر.
أولاً- لقد أضحت دول الخليج العربي البديل عن مجلس جامعة الدول العربية، ويجب إراحة مصر بالضرورة… لأنّ وضعها الاقتصادي دقيق ولا يجوز تركها تواجه أزمتها وحدها… وكلنا نعرف دور مصر الأكيد في العالم العربي عندما تكون مستقرة سياسياً واقتصادياً.
ثانياً، وهو الأهم: كما أنّ هناك مشروعاً إيرانياً يجب أن يكون هناك مشروع عربي، وهذا المشروع لا يمكن مواجهته إلاّ بمشروع مقابل يقف في وجهه عملياً وليس بالكلام… وأيضاً ليس باكتشاف 135 إرهابياً… إنما بمشروع ثابت وواضح ومنطلق من مخطط صريح لا يحمل لبساً أو غموضاً.
فلا يجوز الإكتفاء بالشكوى من المشروع الايراني دون السعي الجدّي الى مواجهته بالمشروع المقابل… إلاّ إذا كنا نريد الاستسلام الى مخطط إيران ومفاعيل مشروعها.
وهذا المخطط ملموس على الأرض في اليمن وفي العراق وفي سوريا وفي البحرين وفي المنطقة وحتى في لبنان(…) ونيران هذا المشروع تحوط بدول الخليج من غير جانب، ليس فقط من البحر عبر مياه الخليج بل كذلك عبر الحدود اليمنية، والحدود العراقية وحتى داخل غير بلد من بلدان الخليج.
واليوم إذ تنعقد قمة مجلس تعاون دول الخليج العربي في الدوحة نعرف أنّ لديها هموماً كثيرة ذات صلة بترتيب شؤون البيت الخليجي الداخلي، إلاّ أنّنا نضع هذه الوقائع أمام قادة دول المجلس ليس لاطلاعهم عليها وهم الأدرى بشؤونهم ولديهم من المعلومات الوفير والكثير… إنما للتعبير عن اقتناع الذين، مثلنا، يتمنون للقمة النجاح، خصوصاً العمل على ردّ الخطر الايراني الموصوف على دولهم وعلى الأمة العربية كلها.