Site icon IMLebanon

ماذا تريد أميركا؟

هذا السؤال الذي يسأله المواطن العربي لنفسه، والسبب أنّ معظم المواطنين العرب يحبون النظام الاميركي والشعب الاميركي ولكن هل السياسة الاميركية في العالم العربي هي في مصلحة العرب؟

الجواب: كلا، والعكس هو الصحيح.

وطبعاً نعلم أنّ اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكم في سياسة أميركا وهو الذي يتصرّف وكأنّ إسرائيل هي الولاية الاميركية الـ51.

انطلاقاً من هذا فإنّ السياسة الاميركية مبنية في العالم العربي على إغراقه في الحروب لكي يكون كل دولار نحصل عليه نشتري فيه أسلحة وطبعاً التسلح هو الذي يقضي على أكبر الثروات مهما بلغت، ولو عدنا الى التاريخ لتبيّـن الآتي:

لنبدأ من الحرب العراقية – الايرانية التي كلفت العراق 500 مليار دولار.

والسؤال: لو ان الـ500 مليار دولار أنفقت على النمو والتطوير وبناء المدارس والجامعات والمصانع والزراعة أين كان التطوّر سيبلغ في العالم العربي؟ طبعاً ما يحصل أنّ العالم العربي لو سمح له أن يستفيد من ثرواته النفطية ولو استثمرت هذه الثروات في مجال التنمية والاقتصاد لأصبح العرب اليوم أهم من أميركا وأهم من روسيا، ولكن هذا غير مسموح.

أعطيت مثالاً الحرب العراقية – الايرانية التي أفقرت العراق حيث كان يوجد في الخزينة العراقية 180 مليار دولار فائضاً في العام 1980.

طبعاً بعد الحرب العراقية – الايرانية التي استمرت 8 سنوات دخل صدام الكويت واحتلها ما اضطر المغفور له الملك فهد أن يفتح الخزينة السعودية لأميركا لتأخذ ما تريد لكي تطرد صدام من الكويت وتعيد الكويت الى أهلها.

ولم تكتفِ أميركا بطرد صدام من الكويت بل بقيت تحاصره وضربت حصاراً على الشعب العراقي طوال 13 سنة عانى منها الشعب معاناة إقتصادية واجتماعية كبيرة، وزاد في الطين بلة عندما قرر الرئيس الأرعن بوش الابن أن يغزو العراق للقضاء على صدام ونشر الديموقراطية المزيفة…

هذه المقدمة كلها لنصل الى السؤال الذي طرحته في بداية هذا الكلام…

وهنا لا يفوتني أنّ النظام الاميركي هو الذي جلب نظام ولاية الفقيه من أجل الفتنة السنّية – الشيعية والذي نعاني من تداعياته خراباً في العالم العربي كله.

انظروا الى العراق وهو يعاني منذ 2003 لغاية اليوم تفجيرات وتفككاً بنيوياً وفتنة سنّية – شيعية، والأكراد يطالبون بالحكم الذاتي وقد حصلوا عليه…

انظروا الى سوريا تعاني حروب الآخرين على أرضها بين إيران والنظام السوري العلوي ودخل على الخط الروس مقابل تركيا التي بحكم الحدود مضطرة أن تدافع عن حدودها المشتركة مع  سوريا والعراق وإيران وروسيا.

اليوم يوجد حلفان حلف إيران والنظام العلوي والروس مقابل تركيا التي لن تسمح بإقامة دولة كردية ولن تسمح بتقسيم سوريا.

أخيراً، كل ما يجري اليوم في العالم العربي من حروب في سوريا والعراق واليمن وليبيا من تأليف وتصميم وإخراج أميركي.

باختصار ما يهم أميركا اليوم هو الحصول على كل دولار تجنيه الدول العربية من ثروتها النفطية!

فالمطلوب أن نبقى فقراء.

عوني الكعكي