تناول الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلامه أمس مواضيع مهمة ذات صلة بالاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة الدول الخمس الكبرى زائداً ألمانيا.
وكان لافتاً كلامه على أنّ إيران هي الجهة الوحيدة التي استفادت من الحرب على العراق…
كذلك تحدث عن «الغارة الوحيدة» التي شنتها طائرات التحالف الدولي ضد «داعش» على هذا التنظيم داخل الأراضي السورية.
ويتضح من كلام أوباما أنّ واشنطن باتت تحصر المشكلة في سوريا بـ»داعش»، وكأنّ بشار الأسد ليس مسـؤولاً عن هذه المأساة التي يتخبط فيها الشعب السوري الذي قتل رئيسه منه مئات الألوف ودمّر بلده، مدناً وقرى وأريافاً، وهجر نحو نصف الشعب في نزوحين داخلي وخارجي.
ويقول اوباما ان عدم موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي سيولد حروباً في الشرق الأوسط. والسؤال هو: هل ان الشرق الأوسط لا يعيش حروباً الآن؟ فماذا يسمى ما يجري في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي ليبيا، وعلى الحدود اللبنانية – السورية، والى حد ما مصر وتطورات سيناء؟
غريب أمر الولايات المتحدة الأميركية، لقد غزت العراق وتسبّبت بملايين القتلى وبذريعة القضاء على سلاح الدمار الشامل، وثبت بشكل قاطع أنّه لم يكن في العراق أي سلاح من هذا النوع على الاطلاق.
ثم ان الاميركيين يعتبرون إيران رأس «محور الشر»، وعدوّة… وعليه كيف سمحوا ويسمحون لها أن تكون المستفيد الوحيد من غزوهم العراق؟!. أجل، كيف يوافقون على أن يستفيد عدوّهم من عملية هم قرروها وخططوا لها ونفّذوها؟!.
في المقابل، فإنّ إيران تعتبر أميركا الشيطان الأكبر… وها هما يلتقيان في العراق (عندما دعما حكومة نوري المالكي ضد إرادة الشعب العراقي الذي اختار اياد علاوي) ويلتقيان في سوريا بذريعة محاربة الإرهاب.
ولو قضوا على حكم بشار هل كانت هناك «داعش» وأخواتها والإرهاب؟ وهل كان الارهاب استفحل أمره كما هو مستفحل اليوم؟!.
ثم، إكراماً لإسرائيل كل شيء مسموح لدى الجانب الاميركي، وكل محرّم مباح، وأنهم ضد النووي الايراني إكراماً لإسرائيل، وليس خوفاً على الشعوب ومصالحها.
فعلاً، لم تعرف أميركا في حياتها إدارة سيّئة وضعيفة ومترددة مثل هذه الإدارة.
ولقد صح فيهم القول المعروف: يا فرعون مين فرعنك؟ والجواب: تفرعنت ولم يردني أحد.
عشر سنوات وهم يفرعنون إيران… ولو بدعوى أنّها عدو ورأس محور الشر.
ثم هذا النظام الايراني هو نتاج أميركي مباشر منذ أن دفعت واشنطن بالخميني لأن يغادر خيمته في ضواحي باريس ويعود الى طهران فيدخلها دخول الفاتحين بعدما فرض الاميركي الرحيل فرضاً على الشاه محمد رضا بهلوي.
إنّها أميركا.
إنّها القوة العظمى في هذا العصر والتي، من أسف يحكمها اليوم التردد لدرجة يصح معها التساؤل: ماذا تريد أميركا؟