يعيش اللبنانيون في دول مجلس التعاون الخليجي، حالة من الحذر والقلق، على إيقاع اتساع رقعة الخلافات بين قطر، وجاراتها الخليجيات: السعودية والإمارات والبحرين، وما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية على الوضع الخليجي.
الواقع أن استمرار قطر في سياساتها المعادية لوحدة الصف الخليجي، والقائمة على تمويل الإرهاب ودعم الجماعات المتطرفة لزعزعة أمن واستقرار الدول الخليجية وخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين، لا يُهدّد سلامة دول الخليج العربي وحسب، بقدر ما يشكل خطراً على النظام العربي برمته، والذي شكلت السعودية أحد أطرافه الأساسية.
وجاءت العلاقة الملتبسة بين الدوحة وطهران، والتي شذّت عن الموقف الخليجي المعارض للتدخل الإيراني في شؤون العديد من الدول العربية، لتصبّ الزيت الإيراني على الخلافات الخليجية، وتساهم في تحقيق الاستراتيجية الإيرانية الهادفة إلى إضعاف الدول العربية من جهة، ونشر النفوذ الإيراني في الإقليم، على حساب استقرار وسيادة المجموعة العربية!
أمير الحكمة والديبلوماسية العربية الشيخ صباح الأحمد، حاول إطفاء نار الخلافات قبل أن تتحوّل إلى حريق شامل يلتهم إنجازات أهم تجربة عربية وحدوية في الخمسين سنة المنصرمة.
ولكن إصرار الدوحة على عدم تغيير السياسات المشكو منها، ووقف التعامل والتمويل مع الجماعات الإرهابية، أدى إلى إجهاض الجهود الكويتية في رأب الصدع الخليجي، وتطويق مضاعفاته المدمرة على الوضع العربي برمته!
ماذا تريد قطر من إشعال نيران الخلافات في البيت العربي؟