IMLebanon

ماذا يفعل بان كي مون في لبنان؟!.

ماذا يفعل بان كي مون في لبنان؟!.

ما حصل من عدم مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل في استقبال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ومعه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ورئيس البنك الاسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني، لا شك في أنّ معاليه معذور ولكن بالرغم من أنّ سبب عدم مشاركته كان وفاة خاله، ونقدّر ونحترم ظروف هذه المناسبة، ولكن مسؤولاً دولياً مثل الأمين العام للأمم المتحدة لا يأتي كل يوم، ومشاركة وزير الخارجية وما يمثل موقع وزير الخارجية في لبنان اليوم ومع الامين العام بالذات كان لا بد من إيجاد طريق للمشاركة ونكرر: مع احترامنا للمناسبة الطارئة.

السؤال المطروح حول زيارة الامين العام وأهميتها في هذه الظروف الصعبة جداً التي يعيشها لبنان والمنطقة من سوريا الى العراق الى اليمن الى ليبيا وتونس…

فعلاً لم تكن هذه المنطقة، أي منطقة الشرق الأوسط، في أي يوم من الأيام، ملتهبة كما هي اليوم.

نعود الى لبنان، طبعاً وجد الامين العام لبنان من دون رئيس جمهورية وذلك منذ سنتين وهذا غير مقبول وغير معقول في أي بلد من بلدان العالم، هذا أولاً.

ثانياً- موضوع اللاجئين السوريين في لبنان والذي بلغ عددهم مليونين حسب ما أبلغ المسؤولون اللبنانيون الامين العام أمس، بمعنى أدق حوالى نصف عدد اللبنانيين، وهذا أيضاً أمر غير طبيعي ولأوّل مرة في التاريخ تحدث مثل هذه الحال.

ثالثاً- بحث الأمين العام مع المسؤولين اللبنانيين (طبعاً في غياب رئيس الجمهورية) موضوع المساعدات الانسانية التي يمكن أن يقدّمها المجتمع الدولي الى لبنان وإلى اللاجئين.

رابعاً- بحث الأمين العام مع المسؤولين اللبنانيين أيضاً موضوع الارهاب خصوصاً على حدود لبنان الشرقية مع سوريا… وهذا كان مدار بحث في وزارة الدفاع التي زارها مون… كما بحث طبعاً انعكاس الحرب الأهلية في سوريا حيث النظام السوري يقتل شعبه وبسبب تلك الحرب أصبحت سوريا والعراق اليوم مجالاً جغرافياً لأكبر دولة للارهاب من «داعش» الى «النصرة» الى عدد كبير من التنظيمات الدينية المتطرفة التي خلقها النظامان العراقي والسوري بذريعة أنهما يحاربان الارهاب في الوقت الذي يفعلانه هو فقط إيجاد مبررات للبقاء على كرسي الرئاسة، وكذلك لتنفيذ مشروع ولاية الفقيه، والمصيبة الكبرى أنّ المسؤولين في أميركا وأوروبا استفاقوا اليوم على موضوع الارهاب بعدما وصلت الموسى الى ذقونهم كما يُقال، أي بعد تفجيرات باريس وتفجيرات بروكسيل.

والحقيقة أنّ ما ترك الأمور تصل الى هنا هو تقاعس المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا ومعها أيضاً أوروبا بترك النظام السوري يتمادى في قتل شعبه وهكذا جاءت النتيجة اليوم.

خامساً- يبحث الأمين العام أيضاً مع المسؤولين اللبنانيين في مسألة «حزب الله» خصوصاً بعد وضعه على لائحة الارهاب، وحول الضغوط التي تمارسها أميركا إقتصادياً على لبنان لا سيما في موضوع البنوك.

في النتيجة سوف يعلم الامين العام أنّ الدولة اللبنانية عاجزة عن فعل أي شيء خصوصاً أنّ هناك دولة «حزب الله» والتي تملك سلاحاً أهم وأقوى وأكثر فاعلية من سلاح الدولة وبت هذا الأمر ليس في أيدي اللبنانيين المغلوبين على أمرهم.

وختاماً نسأل أنفسنا: ماذا يمكن أن يفعل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في لبنان وله؟!.