IMLebanon

ماذا يريد وليد جنبلاط وغيره؟!

الى اين يريد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الوصول بانتقاداته الجارحة لقوى 14 اذار، وهل لا يزال يرى نفسه من ضمن التشكيلة السياسية الاستقلالية التي يطعن بصدقيتها السياسية لاسيما   بعد الذي صدر عنه تعليقا على الانتخابات البلدية  والاختيارية في بيروت من غير ان يقصد بالطبع تشكيلة حزب الله – حركة امل التي حصدت اكثر من  60 نتيجة انتخابية في منطقة البقاع الشمالي والشمالي الشرقي وحدها بتفوق لا لبس فيه، باستثناء ما قيل عنه انه نتيجة حتمية لمؤثرات السلاح غير الشرعي؟!

صحيح ان جنبلاط  لا يزال يغرد خارج سرب 14 اذار، ربما لانه لم يجد نفسه في سرب 8 اذار عملا بالقول السائد انه في حال لم يحصد نتيجة تذكر سوى في بلدية واحدة في البقاع الغربي على رغم ما  بذله مع حزبه من جهود لم يمارسها في اية منطقة لا تغرد في غير القفص الدرزي،  اضف الى ذلك  ان مجالات تعافي الحزب التقدمي الاشتراكي تبقى بلا نتيجة تذكر طالما انه لم يمارس صدقية سياسية – حزبية في مناطق بعيدة من ان تتأثر بالكثافة الدرزية!

ماذا كان يمنع جنبلاط من ان يشارك في الانتخابات البلدية في العاصمة بيروت، سوى القول انه يريد فلانا ممثلا له في اللائحة المرجوة، مع العلم ان لوائح الانتخابات الاختيارية لحظت اكثر من مرشح درزي واحد، حيث بوسع الطائفة ان تتجمع امام مكتب انتخابي واحد،  الا في حال كانت رغبة بأن تضع الدروز في مقاطعة واحدة جراء ما هو منتـظر من انتخابات منطقة الجبل حيث يتمتع الدروز بكثافة ملحوظة تجعلهم يتقاسمون النتيجة سوية مع الزعامة الارسلانية الممثلة برئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الامر الذي يرضي الاثنين في وقت واحد؟!

المهم من وجهة نظر جنبلاط تعليقه على نتائج انتخابات بيروت بما يرضي غروره السياسي، خصوصا عندما يسخر من بعض  التصرفات السياسية التي شكلت من وجهة نظره حالا وطنية غير مرغوب فيها طالما ان الهجمة على الانتخابات البلدية تمت بنوع من الخجل عند الناخبين المسيحيين مما كان الظن السائد انهم مع وضد في آن واحد، لان الاحزاب المسيحية تأخرت في تحديد موقفها من الترشيحات، وهذا ينطبق على التيار الوطني خصوصا بعدما تعذر على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان يفرض رأيه بالنسبة الى من يمثل  التيار الوطني؟!

لماذا التيار الوطني لم يلتزم بلائحة البيارتة التي جمعت كل ما من شأنه ان يمثل الاحزاب المسيحية الاخرى مثل القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الاحرار، من غير حاجة الى التوقف عند الكوتا المخصصة لهؤلاء بالتنسيق مع تيار المستقبل،  والا لما كانت حاجة الى لائحة  ائتلافية يفهم منها ضرورة حصول المناصفة على رغم الكثافة العددية للمسلمين في العاصمة، وهذا ما حصل بالنسبة الى المفارقة في حجم من التزم التصويت للائحة بكامل اعضائها وليس بعدد قليل ممن تضمهم بحسب ما ظهر في نتائج اللوائح التي ادلت باصواتها؟!

رب قائل ان الناخب المسلم قد قبل بالمناصفة لان تيار المستقبل قد اصر على ذلك، حفاظا على ما كان قد اصر عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعملا بالقاعدة التي خصها لنفسه الرئيس سعد الحريري في بيروت تحديدا بعد طول محاولات لتثنيه عن المناصفة تجنبا لتكريسها كقاعدة للعمل السياسي جراء اتفاق الطائف الذي لحظ ذلك بمعزل عن اي اجتهاد سياسي آخر كان يرغب في اعطاء المسيحيين ربع الاصوات مقابل ثلاثة ارباع للطوائف الاسلامية، الامر الذي حتم المناصفة الى حد تكريسها في قاموس العاصمة سياسيا ومذهبيا؟!

في خلاصة العملية الانتخابية البلدية والاختيارية، لا بد من القول ان النتيجة في بيروت حددت مسارا سياسيا لا مجال للعودة عنه ان لجهة المناصفة او لجهة تكريس التحالفات الحزبية المسيحية مثلما حصل في زحلة التي كانت قد وجدت نفسها بصورة مغايرة عن النفس الحزبي المسيحي على رغم محاولات خرق التفاهم من خلال لوائح ملغومة شارك حزب الله في صنعها كي لا يقال انه قد تخلى عن حليفه الجنرال ميشال عون، الى ان تبين العكس تماما جراء تمسك العونيين بتفاهمهم المسيحي مع القوات اللبنانية ومع حزب الكتائب بغير شكل ما جرى في العاصمة بيروت؟!