منذ مدة قصيرة جاء الى لبنان بشكل غير شرعي رئيس «عصائب الحق» العراقية قيس الخزعلي وطبعاً لإحراج الحكومة اللبنانية وتحديداً لإحراج دولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري حيث اضطر دولته لأن يطلب من جميع الأجهزة الأمنية خصوصاً من اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام لكي يعرف كيف دخل الخزعلي حيث لم يتبيّـن حسب القيود الرسمية وجود أي إسم له.
طبعاً الجميع يعلم أنّ دخوله كان من خلال «حزب الله» الذي لا يحترم أيّ سلطة شرعية، وهذه ليست المرة الأولى بل تكررت كثيراً خصوصاً بعد ذهاب «حزب الله» ومشاركته في قتل الشعب السوري لمصلحة بقاء الرئيس المجرم بشار الأسد على كرسي الرئاسة.
وهكذا جاء قيس الخزعلي وأخذ صورة أمام بوابة فاطمة ومعه قياديون من «حزب الله».
اليوم جاء الى لبنان الحاج حمزة أبو العباس قائد «لواء الإمام الباقر الشيعي «، وبطريقة غير شرعية أيضاً ليأخذ صورة وليحرج الدولة اللبنانية خصوصاً الرئيس الحريري الذي يرفع شعار النأي بالنفس.
والسؤال هو: ماذا تريد إيران من توجيه الرسائل من جنوب لبنان الى إسرائيل؟ هل تريد أن تقول لإسرائيل إنّ القرار في لبنان عائد لها وإنّ عليها أن تحسب الحساب لأنّ البديل للدولة اللبنانية هي إيران؟
أو أنّ إيران تريد أن توجّه رسائل الى الاميركيين مفادها إذا تعرضت إيران لأي اعتداء من أميركا فإنّ إيران سترد على الإعتداء في لبنان وترسل صواريخ «حزب الله» الى إسرائيل، وهذا يعني أنّ إيران تريد أن تقول لأميركا إنّ سلاح «حزب الله» المفروض أن يكون لحماية لبنان والدفاع عنه في حال اعتدت عليه إسرائيل بات في اتجاه آخر، بمعنى آخر أنّ حساب «حزب الله» لم يعد حساباً لبنانياً بل أصبح اهتمام «حزب الله» ينصبّ على ماذا تريد إيران، وبماذا يأمر اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني…
من ناحية ثانية، لماذا تريد إيران أن تستعمل الجبهة اللبنانية؟ وماذا عن جبهة سوريا خصوصاً أنّ هناك جبهة الجولان وجغرافية تلك الجبهة أهم وأسهل، ومن ناحية عسكرية واستراتيجية فإنّ جبهة الجولان أفضل من جنوب لبنان والعلاقة مع الرئيس المجرم بشار ونظامه المتشيّع أسهل من العلاقة مع لبنان خصوصاً أنّ ثلثي الشعب اللبناني وأكثر لا يريدون أي حرب، ويكفي ما دفعه هذا الشعب في سبيل مناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، ويكفي أيضاً أنّ العاصمة العربية الوحيدة التي احتلتها إسرائيل كانت بيروت التي لا تزال تعاني لغاية اليوم من العجز الاقتصادي الذي تسببته الحرب مع إسرائيل… وعلى سبيل المثال فإنّ حرب 2006 كلفت لبنان خسائر تقدّر بـ15 مليار دولار أميركي والأهم سقوط 5000 قتيل وجريح… مقابل ماذا؟ فقط لأنّ إيران أجبرت «حزب الله» على خطف جنديين إسرائيليين وذلك من أجل تحرير أسرانا.
أخيراً… نطلب من «حزب الله» ولو لمرّة واحدة أن يفكر في مصلحة لبنان واللبنانيين قبل أي خطوة تؤدي الى تدمير لبنان.
عوني الكعكي