Site icon IMLebanon

ماذا يعني بقاء عون «الممر الإلزامي» للرئاسة؟

معركة «الحقوق المسيحية» تُنذر بـ«تسونامي 2»

ماذا يعني بقاء عون «الممر الإلزامي» للرئاسة؟

العماد ميشال عون مقتنع بأنّ ثمة منظومة تكتّلت ضده لكسره أمام الرأي العام، بعدما عضّ هؤلاء على جرح خلافاتهم وهضموا كل تمايزاتهم في سبيل توحيد جهودهم بوجهه، لإخراجه من حلبة الرئاسة بفعل خسارته معركة التعيينات العسكرية التي حوّلها الرجل الى «معركة حقوق مسيحية» تتخطى الاعتبارات الموضعية.

يعرف الرجل هذه المعادلة ويدرك أبعادها. هو متيقّن أنّ خصومه، و «بعض حلفائه» يريدون التخلّص منه كمرشح أساسي للرئاسة لبدء الحديث عن مرشح من خارج الاصطفافين. وقد لا يحصل هذا الأمر الا بضربة «تحت الزنار» تفقده مقومات قوته كممثل أول للمسيحيين يحق له ما لا يحق لغيره.

لهذا بدا أن معركة التعيينات العسكرية أكبر من حجمها وأبعد من موقعها، الّا أنّ عون متأكد أيضاً أنّه قادر على مواجهة هذه النتائج، حتى لو أنه لم يرفع الى الآن يديه استسلاماً طالما أنّ مسعى إقرار قانون رفع سنّ التقاعد لم ينته بعد، من خلال تقمّص «تسونامي ـ 2» شعبي شبيه بذلك الذي فعله في العام 2005 بعد قيام «التحالف الرباعي».. في ما لو دعت الحاجة ذلك.

كثر ممن يعرفونه، يجزمون أنّه يصعب تطويق حالة العماد عون الشعبية، وقد يستعيد الرجل مشهد البحر البشري الذي ابتلع بواسطته أخضر المقاعد المسيحية ويابسها، إثر عودته من فرنسا، لأن الرأي العام المسيحي، بغالبيته، رفض وضع ميشال عون في القفص واستبعاده عن المسرح الأساسي بفعل عزله.

ولهذا يبدو الجنرال واثقاً من نفسه غير آبه لما يحاول الآخرون فعله، سواء في محاولاتهم إضعافه أم في رهانهم على سحبه من حلبة الرئاسة. فمجرد «التآمر» ضدّ ميشال عون قد يعيد رسم تلك الصورة التي توّجته زعيماً. هكذا ينفي عارفوه وجود أي متغيّرات من شأنها أن تبدّل في المشهد أو قد تدخل الإحباط الى نفس رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» كي تدفعه للبحث عن مرشح بديل له.

ويرى هؤلاء أنّ المراهنين على التعبير الذي تضمّنه خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير حين قال إنّ ميشال عون «ممر إلزامي» للرئاسة، يلعبون على وتر الألحان الخاطئة. إذ ثمة من اعتبر أنّ الضاحية الجنوبية قررت تمرير طابة لمريدي «المرشح التسووي»، وبأنها صارت مستعدة لفتح هذا الكتاب المغلق بقفل برتقالي، لا يملك مفتاحه الا ميشال عون.

ولكن بنظر عارفي الرجل، فإنّ موقف «حزب الله» لم ولن يتغيّر تجاه الحليف العوني، بمعنى أنه ليس تخلّياً عن الجنرال أو غمزاً من قناة مرشح ثالث، على اعتبار أنّها المرة الأولى التي لا يقول فيها «حزب الله» إنّ مرشحه واضح المواصفات والعنوان، كما سبق أن أكد السيد نصر الله في أكثر من مناسبة.

ولكن هذا الاختلاف في التعبير لا يغيّر في الجوهر شيئاً، كما يرى العونيون الذين قرأوا في كلام نصر الله موقفاً واضحاً وصريحاً في إعادة تأكيد المؤكد الذي أتى ضمن تفاهم مار مخايل، وعلى ترشيح الجنرال، وإن كان هذا الدعم لا قدرة لـ «حزب الله» على ترجمته بدفع الآخرين الى رمي اسم ميشال عون في الصندوقة الزجاجية، ولا قدرة له حتى لتأمين ثلثي النصاب.

ومع إدراكهم كل هذه الاعتبارات، يؤكد عارفو الجنرال أنّه لن يتخلى عن ترشيحه لسبيين أساسيين:

الأول اقتناعه بأنّ التفاهم النووي سيحمل مع الوقت تفاهماً إقليمياً سياسياً قد يخلط الأوراق الداخلية ويجعل من ترشيحه مقبولاً من الفريق الآخر، وتحديداً السعودية، وبالتالي يصير وصوله الى قصر بعبدا متاحاً.

أما السبب الثاني فهو لأنّه يعرف جيداً أنه حتى لو لم يجد هذا السيناريو طريقه الى التنفيذ، فإنه من غير المفروض أن يقدّم ترشيحه بشكل مجاني طالما أنّ الزمن لم يحُن بعد لإنضاج التسويات.. وهكذا يتمسّك بورقته بانتظار أن تقول التطورات الخارجية كلمتها.