Site icon IMLebanon

ماذا تريد السعودية من لبنان؟  

 

لو عدنا الى التاريخ لرأينا أنّ المملكة العربية السعودية لم تقدّم الى لبنان إلاّ الخير، وسجل تقديماتها له بداية ولكن ليس له نهاية.

 

ولو استعدنا فقط بداية الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975 لتبيّـن لنا أنّ أوّل مؤتمر عقد في “الرياض” من أجل المصالحة الوطنية في لبنان بين اللبنانيين والفلسطينيين… وعلى اثره شكلت قوات الردع العربية الوافدة من مختلف الدول العربية أي قوات من السعودية والكويت واليمن وسوريا… وكانت برئاسة اللواء سامي الخطيب وزير داخلية لبنان ومن أهم ضباط المكتب الثاني اللبناني الذي حكم لبنان في أجمل وأهم عهد في تاريخه وهو عهد الرئيس الراحل المرحوم الجنرال فؤاد شهاب… وطبعاً عهد الرئيس شارل حلو الذي، للأسف، في نهايته أجبرت الدول العربية مجتمعة على “اتفاق القاهرة” الذي سمح بقيام دولة فلسطينية داخل الدولة اللبنانية.

طبعاً تغيّرت الأمور فقوات الردع العربية جاءت ولكنها لم تسحب السلاح من الفلسطينيين مما اضطر المسيحيين لإقامة ميليشيات والتسلح دفاعاً عن النفس.

القوة السعودية انسحبت وسواها من قوات الردع وبقيت فقط القوات السورية… وبين الأخذ والرد أصبح لبنان محكوماً من سوريا ومن الفلسطينيين”.

جاء الفلسطينيون بإسرائيل لتحتل أوّل عاصمة عربية هي بيروت تحت شعار القضاء على المقاومة الفلسطينية… وهكذا احتلت إسرائيل قسماً كبيراً من لبنان وعاصمته.

والحمد الله، وبفضل جميع اللبنانيين، استطعنا أن نجبر إسرائيل على الانسحاب من بيروت أولاً… والمنعطف الذي كان السبب الأول في انسحابها، هو العملية البطولية في “الويمبي” التي قتل فيها 3 ضباط إسرائيليين في “الحمراء” في قلب بيروت، ونفذها المواطن البيروتي السنّي خالد علوان.

وللتذكير فإنّ أوّل عملية استشهادية حدثت في منطقة الجنوب كانت بطلتها سناء محيدلي.

وبقيت الحرب الأهلية لغاية انعقاد “مؤتمر الطائف” حيث اجتمع في تلك المدينة السعودية جميع الزعماء اللبنانيين… وجاءت وثيقة الوفاق الوطني بعد اجتماعات دامت حوالى الشهر… وبفضل اتفاق الطائف دخل لبنان عهداً جديداً هو عهد المصالحات وإعادة بناء الوطن خصوصاً ما هدّمته الحرب: إذ لا قصر جمهورياً ولا مطار ولا جسور ولا مناطق آمنة… والأهم منطقة “السوليدير” التي كان يقيم فيها نحو 300 ألف لبناني معظمهم من الخارجين على القانون ومرتكبو الموبقات والممنوعات وسواها…

منذ بداية عهد الرئيس الياس الهراوي أدرك أنه لا يمكن إعادة بناء لبنان إلاّ برئيس حكومة مثل رفيق الحريري.

من هو رفيق الحريري؟ لقد ذهب هذا المواطن اللبناني الى السعودية من أجل العمل خصوصاً أنّ مرتبه في الجامعة العربية لم يكن يكفيه أود عيشه مشفوعاً بعمل إضافي أيضاً.

جاء الرئيس الحريري بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ومن الاتفاق السعودي – السوري… وبدأت ورشة بناء وإعادة الإعمار وأصبح لبنان بين ليلة وضحاها من بين الدول المتقدمة وتدفّق السعوديون والعرب الى لبنان للسياحة وللاستثمارات.

ولكن بسبب ممارسات “حزب الله” وتدخلاته في الشؤون العربية ضمن مشروع ولاية الفقيه، بدأ التراجع في القدوم الى لبنان الذي أصبح محروماً من أهم مورد له وهو السياحة.

وهنا نبذة صغيرة تستخلص من هذه الأسئلة الثلاثة:

1- كم هو عدد اللبنانيين الذين يعيشون في السعودية ويستفيدون من العمل هناك؟

2- كم هي الاستثمارات السعودية والعربية في لبنان؟

3- هل تخلت السعودية يوماً عن دعم لبنان سياسياً ومالياً واقتصادياً؟

أخيراً، السعودية لا تريد إلاّ الخير للبنان.

عوني الكعكي