يتوافق زمنياً هذا العام عيد ميلاد السيّد المسيح عليه السلام مع عيد المولد النبوي الشريف ذكرى مولد النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
وهذا التوافق في الزمن يبدو كأنّه رسالة سماوية، أكثر ما يحتاجها لبنان في هذه المرحلة المفصلية، الى اللبنانيين بأنّ مصيرهم واحد مسلمين ومسيحيين. وبأنّ أحداً لا يستطيع أن يلغي أحداً في لبنان: لا على صعيد الطوائف ولا على صعيد المذاهب، ولا على صعيد الزعامات والقيادات. وبأنّ قدرهم جميعاً أن يتوافقوا على تقديم مصلحة وطنهم ووضعها قولاً وفعلاً فوق كل اعتبار.
إنّها فرصة للمسؤولين كلهم، للكبار والصغار، للزعماء المسلمين والمسيحيين بأن يعقدوا الخناصر على الخير!
فهذا الفراغ في رئاسة الجمهورية لم يعد جائزاً بأي حال من الأحوال، وتحت أي ذريعة من الذرائع… وبالتالي يأمل اللبنانيون أن ينتج الحوار الذي افتتح قبل أيام بين تيار المستقبل وحزب الله نتائج إيجابية، تساعد على تجاوز السلبيات وتوفّر دفعة قوية لتحريك عجلة البلاد بعد هذا الجمود المكرسح!
وأيضاً يأمل اللبنانيون أن ينطلق الحوار بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وبلوغه نتائج إيجابية قد يكون من شأنها إعادة الحيوية الى الحال المسيحية… لأنّ لبنان بحاجة الى قدرات وطاقات أبنائه جميعاً…
وفي المطلق لا بدّ من الوصول الى تفاهم بين الأطراف اللبنانية الفاعلة على رئيس توافقي ينتخبونه فلا يبقى هذا الفراغ الرئاسي متحكماً بمسار الأمور في البلد… ويكون توافقهم طبيعياً في وطن قام على التوافق وبه يستمر… ولقد علمتنا التجارب أنّ أي خلل في هذا التوافق ينعكس سلباً على الجميع.
وعسى الدعوة التي وجهها الرئيس نبيه بري الى انتخاب رئيس في السابع من شهر كانون الثاني المقبل، تحمل تباشير خير في مطلع العام 2015 الجديد، فلا تكون كسابقاتها.
والرئيس بري يستمر في تفاؤله، على رغم الصعوبات والأزمات… ودولته يعطي جرعات من الأمل للبنانيين سواء أكان رئيساً لـ»أمل» أم رئيساً لمجلس النواب، أم بصفتيه الاثنتين كما هو الوضع حالياً.