منذ صرّح وزير الدولة محمد فنيش، يوم الثلاثاء 2 شباط أنّ «سماحة (ميشال) حُكِم بنقل متفجرات، وهو بريء من ملفّ الشروع بالجريمة، ولا يجوز أن يحاكم مرتين بقضية واحدة»، توقّع اللبنانيّون أن ينسف حزب الله جهود وزير العدل أشرف ريفي لإحالة الملفّ الإرهابي ميشال سماحة إلى المجلس العدلي!!
ظلّت الصحف اللبنانيّة تتساءل على مدى الأيام الماضية «هل ينقذ سلام حكومته بتأجيل طرح ملف سماحة على المجلس العدلي»، والجميع كان يعلم أنّ هناك إتجاه داخل قوى 14 آذار لاعتماد مشروع ريفي وتقديمه كإقتراح قانون إلى مجلس النواب مقترنا بتواقيع 10 نواب يمثلون مختلف الكتل النيابية لهذه القوى.
وأكثر من ذلك، في 19 كانون الثاني 2016 أكدت كتلة المستقبل النيابية في بيان بعد اجتماعها برئاسة النائب عاطف مجدلاني، وأكدت إصرارها على «إحالة ملف جريمة ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، والعمل على ذلك بشتى السبل والوسائل، وعلى تعديل القوانين التي ترعى عمل المحكمة العسكرية كي لا تبقى أداة ضغط وظلم وترهيب للمواطنين»، وكل الأجواء خلال اليومين الماضيين كانت تؤكد أن إصرار وزير العدل الجنرال أشرف ريفي على إحالة ملفّ الإرهابي ميشال سماحة إلى المجلس العدلي تحظى بتأييد الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وفريق 14 آذار، خصوصاً وأنّ الجرائم التي كان يعدّ لها سماحة تهدّد الأمن القومي والسّلم الأهلي عبر تفجير واستهداف مشايخ السُنّة في الشمال الذين وصفهم سماحة بـ»الزعران»، حتى إفطار يحضره مفتي الشمال مالك الشعّار لم يتورّع عن الإيعاز بتفجيره، إضافة إلى اغتيال نوّاب من عكار وسواها وأهلهم، فكيف يكون موقف أشرف ريفي لا يمثّل الرئيس سعد الحريري، ما ارتكبه الإرهابي سماحة، هو أبعد بكثير عن «المزايدة» في موضوع دماء الشهيد اللواء وسام الحسن، تغريدة الرئيس الحريري جاءت في توقيت يعلم فيه جميع اللبنانيّون أن وزير العدل أشرف ريفي على رأس لائحة الاغتيالات منذ كان على رأس مؤسسة قوى الأمن الداخلي، وأنّ القتلة وهم معروفون كان يرصدون أي واحد من اثنين ليفجروه فتصيدوا اللواء الحسن وحمى الله اللواء أشرف ريفي، والرّجل الذي يحظى بشعبيّة كبرى يُدرك الجميع أنّه هدفٌ للقتلة في كلّ لحظة وأنّه يُدرك هذا الأمر ويسلّمه لله.
هل هناك من عكّر أجواء الرئيس سعد الحريري تجاه أشرف ريفي؟ ربما!! وبالتأكيد الإقامة بعيداً عن البلد تجعل امور تصل مغلوطة ومشوهة، ثمّة من لا يقوم بعمله في فريق الرئيس الحريري، فالتغريدة التي أطلقها بالأمس أسفرت عن هاشتاغات كان يجب أن يُلفت إلى الرئيس الحريري إلى ردّ الفعل الذي قد تحدثه تغريدته خصوصاً وأن الشمال السُنيّ كان هدف إرهاب ميشال سماحة وعلي مملوك، وكانت الأجواء عشية الذكرى الحادية عشرة على استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه صافية وأكثر تماسكاً، فالطائفة السُنيّة مُشرذمة والوضع في الشمال ليس على ما يرام أبداً بوجود التطرّف، والوزير أشرف ريفي يمثّل وجه الاعتدال السُنّي في الشمال ووجه الحرب على الإرهاب.
ما كان أغنانا عن هذه الصدّمة بالأمس التي خلّفت تساؤلات لا إجابة لها سوى تأويل نصّ التغريدة، التي جاءت في توقيت دقيق جداً لأنّها شرّعت الأبواب أمام أبواق المانعة للنيل من الرئيس سعد الحريري والوزير الجنرال أشرف ريفي، فقدمّنا لهم فرصة على طبقٍ أول من سال لعابه عليه جميل السيّد!!