Site icon IMLebanon

ما حدث في نصف قرن  وما حدث في ٥ سنوات

شيء ما يتغير في المنطقة، ولكن لا شيء يتغير في لبنان… على مدى عقود ظل المشهد العربي على مستوى الأنظمة ثابتاً بصورة عامة، على الرغم من أحداث كبرى، ساخنة وباردة، طفت على السطح. كان التوجه العام الظاهر في العلن، هو الحفاظ على حد أدنى من التضامن العربي، والحرص على استمرارية منظومة القمة العربية ولو كإطار شكلي يربط بين المكونات العربية، والابقاء على هيكل ظاهري لما يسمى ب جامعة الدول العربية حتى ولو تحول الى ما يشبه خيال صحرا. أما التحولات الحقيقية في المنطقة العربية فقد كانت تحفر ببطء ولكن بثبات، في عمق الأرض ووجدان الشعوب، وتخلخل الأساسات الخفية تحت السطح، وتنخر في عمق عظام الأنظمة، الى أن ظهرت كلها دفعة واحدة في ما تمت تسميته خطأ ب الربيع العربي. وقد أحدث زلزالاً وحرّك طبقات الأرض العربية طولاً وعرضاً من تونس والى اليمن، ومروراً بكل الأنظمة العربية دون استثناء، بصورة مباشرة أو غير مباشرة…

تغير المشهد العربي فجأة، وفي نحو خمس سنوات، ظهرت متغيرات بأكثر مما ظهر من متغيرات لنحو أكثر من ربع قرن… أما لبنان، فقد بقي في الظاهر والباطن على ما هو عليه، ولكن في مسار يتجه نحو الأسوأ، وفي خط انحداري يتصف بالتخلف والانحطاط، على مستوى الدولة وعلى صعيد المجتمع أيضاً. وحدث الانفجار العظيم في لبنان عندما تقاطعت مصالح دولية واقليمية مع وصول الانحدار الداخلي الى مداه، فكانت تلك الكارثة التي حلت بالبلد لنحو عقد ونيف، وحظيت بقدر كبير من التسميات. ويتذكرها اليوم اللبنانيون رسمياً وشعبياً تحت عنوان تنذكر وما تنعاد، ولكن دون القيام بأي جهد حقيقي على ذينك الصعيدين، لعدم عودتها فعلاً!.. ولأن الكيان اللبناني وجد بارادة خارجية أولاً، فلا تزال هذه العقدة كامنة في اعماق النفوس، والكل يتطلع الى حلول لا تنبع من عمق الداخل وانما يتسول الحلول من الخارج… من أوروبا وأميركا، وصولاً الى اسطنبول!