IMLebanon

ماذا بعد دعوة ظريف؟

منذ يومين – ثلاثة أيام طلب وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لقاء تعاون بين بلاده والمملكة العربية السعودية لبحث كل الأمور العالقة، وهي دعوة لافتة للإهتمام من دون شك، خصوصاً وإن جاءت في توقيت مهم جداً: نهاية عهد أوباما وبداية عهد ترامب.

يوماً بعد يوم يتبيّـن كم كان أوباما متأثراً باللوبي الايراني الذي يحوطه، ومدى تأثيرهم الكبير عليه، لأنّ القرارات كلها التي اتخذها في ما يتعلق بطهران كانت لمصلحتها، ويكفي أنّ المفاعل النووي الايراني على امتداد عشر سنوات استمر من دون أن يتعرّض لشيء.

ومن يعرف أميركا يتساءل: أوباما الذي يعتبر ذاته القوة العظمى، بل الأعظم في العالم، كيف سمح لنفسه أن يجلس مع جماعة الـ5+1 مع إيران على طاولة مفاوضات لسنوات طويلة.

هذه المواقف لأوباما أعادت روسيا وريثة جدية للاتحاد السوڤياتي وحققت تحديات لأميركا في أوكرانيا وسوريا، وفي سواهما أيضاً من دون أي رد لواشنطن.

ونردّد أمام ظريف، بهدوء، انّ الأعمال بالنيّات، فلغاية اليوم ومنذ حكم الخميني في هذه المنطقة وهي تعاني من الحروب بدءًا من الحرب العراقية – الايرانية، وبعد الغزو الاميركي للعراق في العام 2003 سلموا هذا البلد العربي لإيران التي تدخلت في سوريا، وفي لبنان وفي اليمن.

اليمن

فلنبدأ بالحوثيين في اليمن… فهل هناك أي مؤشر على عدم التدخل الايراني هناك؟.. وهل من ينكر أنّ إيران هي التي افتعلت أزمة اليمن من خلال تزويد الحوثيين بالمال والسلاح والعتاد إضافة الى التدريبات؟!.

سوريا

ومن يفوته الدور الذي قامت به إيران بداية في دعم النظام على قتل شعبه، ثم بالتوصل الى وضع يد كامل على سوريا وتمكينها من المصانع والأطياف الواسعة والموبايل الخ..؟ إضافة الى امتهان السيادة السورية من خلال الميليشيات الشيعية الآتية من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان والتي تسرح وتمرح وتقتل الشعب السوري؟!.

لبنان

أما في لبنان فإنّ الايراني منع هذا البلد من انتخاب رئيس للجمهورية لسنتين ونصف السنة، فعطل الحياة العامة فيه، إضافة الى ما يمد «حزب الله» من سلاح استعمل قولاً وفعلاً في الداخل اللبناني.

وإذا كان الايراني يعتقد أنه سمح بإجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان فإننا نكرر على مسامعه أنه عندما يتفق المسيحيون في ما بينهم فما من جهة تقدر أن تكسر هذا الاتفاق.

إنّ الايراني يمارس دائماً لعبة التقية، وهذا بات واضحاً ومفضوحاً.

عوني الكعكي