لم يكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط يحط رحاله في بيروت اثر زيارتة للسعودية ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز ليفاجأ «بنيران صديقة» اطلقها النائب مروان حمادة باتجاهه دون ان يسميه في الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء وسام الحسن متهمهاً اياه «بالتخاذل والتخلي في نصف الطريق»، ما اثار حفيظة جنبلاط الذي سارع بالرد على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: ليس هناك عيب في السياسة بمبدأ التسوية واردف: ان بعض الناس في بعض المنابر وبمناسبة الشهيد وسام الحسن اتهموني بالتخاذل والتخلي في نصف الطريق وتابع: ما في جمرك على الحكي وعلى المزايدة الله يهديهم.
وواكب جنبلاط وزير الصحة وائل ابو فاعور في حديث الى صحيفة الانباء الالكترونية رد فيه على المواقف المنتقدة لجنبلاط قائلاً: لم نترك احداً او نتخلى عن احد في منتصف الطريق لاننا لم نتبع احداً في يوم من الايام الا قناعاتنا ولا تسهوينا المزايدات ممن تخلف هو عن فهم المخاطر على الوطن من الانقسامات القاتلة والمواقف التي لا تراعي هذه المخاطر»، فهل وقعت الواقعة بين جنبلاط وحماده ام ان في الامر زلة لسان، علماً ان حماده كان يلقي كلمة عائلة الشهيد وسام الحسن.
اوساط درزية قالت: ان الامر لم يكن زلة لسان بل ان الوزير ابو فاعور لم يقرأ الخطاب بحذافيره وفق المقربين من حماده لان كلمة تخاذل لم ترد في الخطاب وان ابو فاعور تسرّع في الرد اضافة الى ان حماده لم يقصد جنبلاط لا من قريب ولا من بعيد بل كان يتهم الحلفاء الاقليميين والدوليين في ترك 14 آذار في نصف الطريق لجهة ما يحصل في سوريا، واذا كان الزعيم الاشتراكي قد اعتبر انه المقصود بالكلام فذلك يعود الى تراكم التباينات في المواقف بينه وبين حماده، كون الاخير اقرب الى عائلة الرئيس سعد الحريري منه الى جنبلاط، اضافة الى ان لقاءه مع الحريري في السعودية لم يكن موفقاً.
وتضيف الاوساط ان اعتبار حماده «الحريري ثروة اهم من الثروة المالية» مطالباً اياه بالعودة الى لبنان ربما اغاظت جنبلاط، ناهيك بموقفه المعروف اثر الاطاحة بحكومة الحريري حيث رفض حماده في الاشارات النيابية الملزمة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي بل شذ عن خيار نواب «اللقاء الديموقراطي» وسمى الحريري خلافاً لارادة «البيك» ولكن على الرغم من تراكم التباينات بينهما فان كلام حماده قابل «للضبضة» لما يجمع الرجلين من علاقة تاريخية، فحماده هو من عرّف جنبلاط على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في باريس عام 1982، اضافة الى ان الزعيم الدرزي لا ينسى لحماده مواقفه السابقة، فهو من رافق والدته من باريس الى بيروت اثر وفاتها، اضافة الى تقاطع موقفيهما من الاحداث في سوريا وعدائهما للنظام السوري والمطالبة باسقاطه، لا سيما وان حماده كما جنبلاط يريد ثأراً من دمشق على خلفية اتهامها بمحاولة اغتياله كما يحملها الثاني دم والده.
وتقول الاوساط ان كلام حماده في الذكرى الثالثة لاشهاد الحسن والذي ادى الى اثارة جنبلاط يجب ان يؤخذ خارج اطار المناكفات لان حماده الذي عاش الاغتيال ونجا لا يلام اذا انفعل في المناسبة لان الجمر لا يكوي الا «مطرحه» اضافة الى انه لم يُسم جنبلاط بالاسم وان قدرهما واحد على الرقعة الملتهبة، اضافة الى ان حماده يجاهر ويفاخر بصداقته لعائلة الحريري فهو كما وقف الى جانب جنبلاط في محنته من البديهي ان يقف الى جانب فريقه الطبيعي الذي تعمد بالاغتيالات وكان حماده فاتحتها وانه اذا ما عتب على جنبلاط فهو على حق كون الاخير كان رأس حربة ما عُرف «بثورة الارز»، وكان الاقسى في خطابه الذي تناول فيه الرئيس بشار الاسد واصفاً اياه بشتى الاوصاف المقذعة والتي بلغت حدود الشتيمة، فلا يحق له مغادرة سفينة 14 آذار، والتموضع في الوسط واضعاً رجلاً في البور واخرى في الفلاحة لا سيما وان المرحلة هي مرحلة ابيض او اسود ولا مكان للرمادية الوسطية فيها لان اللعبة تندرج في اطار «قاتل او مقتول».