Site icon IMLebanon

ماذا يحصل في إقليم زحلة الكتائبي؟

شكلت استقالة رئيس اقليم زحلة الكتائبي، رولان خزاقة صدمة في الاوساط الحزبية والشعبية في زحلة والبقاع، وشرعت الابواب امام التحليلات والتأويلات واسعاً. وتقول اوساط حزبية كتائبية ان خزاقة اتخذ قرار الاستقالة بعدما استنزف كل الحلول والمعالجات والتسويات للعديد من المشاكل ومعوقات العمل الحزبي التي اعترضت برنامجه من تاريخ توليه رئاسة الاقليم حتى اليوم.

وسبقت ذلك الاعلان لقاءات ثنائية متعددة بين خزاقة والنائب ايلي ماروني سعى اليها وسطاء بين الطرفين، الا ان هذه اللقاءات سرعان ما تفشل بسبب حدة النقاشات التي ترافقت مع ارتفاع في الاصوات. وتشير الاوساط الكتائبية، الى أن النائب ماروني كان يرغب بمعالجة الامر وثني خزاقة عن الاستقالة قبل وصولها الى قيادة حزب الكتائب ومكتبه السياسي، الذي يمتلك فيه خزاقة دائرة واسعة من المؤيدين، ويحظى باحترام من الرئيس امين الجميل ونجله النائب سامي الجميل، اما الماروني فيحظى برعاية وعطف من السيدة جويس الجميل بعد استشهاد شقيقه نصري ماروني.

واستغربت الاوساط الكتائبية قدرة خزاقة على الصبر والتحمل حتى هذه الفترة، واشادت الاوساط الحزبية بدور خزاقة الذي اعاد هيكلة الحزب في البقاع، واعاد كل الحزبيين الذين اختاروا البقاء في منازلهم اعتراضاً على السياسات التي اتبعتها رئاسة الاقليم السابقة. واعتمد خزاقة سياسة الانفتاح على كل القوى السياسية في المنطقة، ولا سيما الكتلة الشعبية برئاسة الوزير والنائب السابق الياس سكاف وسلوك خزاقة هذا كان بتوجيهات رئيس حزب الكتائب امين الجميل.

وتضيف الاوساط الحزبية ان القشة التي قسمت ظهر بعير الازمة بين ماروني الذي يوزع افراد عائلته على جميع اللجان الحزبية وبين خزاقة المتسلح بالتأييد الحزبي والشعبي له، هي الزيارة الاخيرة التي قام بها الوزير الكتائبي آلان حكيم، حيث انفجرت تلك الازمة ولم تعد تنفع معها سياسة التستر التي ساهمت في تفاقم المشاكل.

وفي قرائتها للاسباب الجوهرية للمشكلة المستحكمة بين الرجلين رجحت الاوساط الكتائبية، انتشار مراكز القوى داخل حزب الكتائب بشكل عام، لا سيما في زحلة، فايلي ماروني نائب حالي ووزير سابق تؤيده مجموعات حزبية في الاقليم والاقسام، ورولان ابن الشهيد طانوس خزاقة، والقادم من الاوساط الكتائبية التي تعتبره عضد الحزب في المنطقة، وهو يرتبط بدائرة علاقات شعبية واسعة احاطته خلال فترة توليه رئاسة الاقليم.

وختمت الاوساط بالقول: ان قيادة حزب الكتائب امام امتحان، اما ان تنجح بمعالجة الازمات الداخلية التي قد تؤدي الى انخفاض النشاط الحزبي وتراجعه، بسبب نفوذ بعض الشخصيات الحزبية التي باتت تعتبر حجمها اكبر من حجم الحزب ومصلحتها تتقدم على مصلحة الحزب والحزبيين، وأما ان يعود الحزب الى حالة التشرذم والتسرب في اعضائه، والذي كلف كثيرا باعادة لملمته على الساحة اللبنانية، واما ان يشهد حركة اصلاحية على غرار الحركات الاصلاحية التي تشهدها احزاب اخرى والتي لا تؤدي الا الى نشوء حزبيات اخرى على ضفاف الحزب الاكبر.