على غير عادة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله كان، أمس، هادئاً ومنطقياً بالنسبة الى موضوع قوانين الانتخابات النيابية، وبدا مرتاحاً جداً الى تحالفه مع “أمل” وهذا أمر مفيد للوطن.
لكن بالنسبة الى الموضوع السوري فلا نزال نرى أنّ الخطأ الكبير الذي ارتكبه بالذهاب الى سوريا مستمر ومتواصل، نعلم بالطبع أنّ الأمر ليس في يده ولكنه في يد اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، وهذا في النتيجة وفي المنطلق قرار إيراني يأتي ضمن مشروع الهلال الشيعي الذي تحدّث عنه قبل سنوات عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني.
ويهمنا في هذا المقام أن نقول إنّ الذي أبقى على هذا النظام المجرم في سوريا ليس “حزب الله” وبطولاته الوهمية، وليس الميليشيات العراقية الكثيرة، ولا حتى الجيش الايراني الذي جاء الى سوريا تحت غطاء الخبراء حيناً والحرس الثوري حيناً آخر (…) إنما مَن أبقى النظام واقفاً هو التدخل الروسي.
وفي هذه المناسبة لا نريد أن نتحدث عن النخبة من “حزب الله” الذين سقطوا في سوريا… من عماد مغنية الى عديد الجنرالات الذين سقطوا هناك.
ولولا التدخل الروسي لكان هذا النظام قد ولّى من زمان، والتدخل الروسي ما كان ولن يكون من أجل مصلحة سوريا، إنما في إطار المصلحة الروسية مئة في المئة ضمن هدفين، الأول بعدما خسرت روسيا أسواق السلاح في مصر وليبيا والعراق، لم يعد لها في المنطقة أي باب لتصدير سلاحها وجني الأرباح الطائلة منه… وكذلك حصول روسيا على قاعدتين عسكريتين جوية في حميميم وبحرية في طرطوس.
والموضوع الثاني الذي دخل الروسي من أجله هو موضوع الغاز والنفط حيث يعرف أنّ سوريا ستكون ثالث بلد في العالم من حيث كميّة الغاز المختزنة في باطن أرضها، في حقول عديدة لهذه الثروة الكبرى، ومشاريع الغاز اليوم باتت واضحة وجلية وهي هدف أول في التدخل الروسي.
ونبشّرهم بأن بقاء هذا النظام المجرم سيكون في المقايضة بين الروسي والاميركي، وبالتالي فإنّ نهايته باتت قريبة، وقريبة جداً.