IMLebanon

ما لم يقله سامي الجميل بالحرف الواحد

كان يمكن لسامي الجميل أن يبقي ماء المواقف الاعتراضية التي أطلقها بالأمس في مؤتمره الصحافي، في فمه، ويحفظها ليوم آخر، لو لم تصله أخبار «الخلوة السداسية» التي تلت جلسة الحوار، وأبقت على شوكتها عالقة في حلقه… فكان لا بدّ أن «يبقها».

ما أدلى به «الريس سامي» يكمل المسار السياسي الذي خطه لنفسه من قبل تسلمه سدة الرئاسة في الصيفي، وذلك من باب التمايز عن «رفاقه» الآذاريين، حتى لو طال «التغريد الانفرادي» والده الرئيس أمين الجميل.

بالأمس كاد الشاب يقولها، ويعلن الطلاق مع حلفاء الدرب الآذاري، لكنه ترك خيطاً رفيعاً يحفظ له هذه المكانة ويحرم حلفاءه المفترضين من متعة الانقضاض عليه في ما لو قرر الخروج من بيت طاعتهم.

بدا أن الجميل الإبن فضّل الاقتراب من الحافة من دون أن يخطو نحوها، ليقول بشكل واضح: «لم نعد نريد لا 8 ولا 14 ولا تحالفات اقليمية».

عملياً، أطلقت كرسي «الكتائب» المخملية، يدي رئيسها الجديد الذي لطالما دغدغته فكرة التمايز عن حلفائه، وها هو اليوم يعبّر عن ذاته بحرية ومن دون أي قيود لغوية أو ضوابط سياسية، لا سيما أنّ الظروف الاقليمية والداخلية تعطيه يوماً بعد يوم كل الحجج المطلوبة كي ينسف بيديه اصطفاف السنوات العشر الأخيرة.

بالنتيجة، يمكن اختصار اطلالة سامي الجميل الاعلامية بثلاث رسائل أساسية وجهها الى الحلفاء قبل الخصوم:

– أولاً، باتجاه مكونات الخلوة السداسية لينذرهم بأنّ توافقهم لن يكون نهائيا إذا لم يشمل الآخرين. وما لم يقله أن التنبيه موجه بشكل خاص الى الحليف «الأزرق» ممثلا بالرئيس فؤاد السنيورة الذي يتولى التفاوض باسم فريقه، ليذكره بأنّ صمته على اتفاق التعيينات العسكرية في حال تمّت، لن يكون ساري المفعول على شركائه الحكوميين في حال لم يكونوا من ضمن «طبّاخي» التسوية.

ذلك لأن مشهد الخلوة التي أعقبت جلسة الحوار الموسعة، بدا وكأنه اختصار لأصحاب الفصل والحسم، فيما البقية هم من فئة «التوابع».

– ثانياً، تتصل بالاستحقاق الرئاسي: تولى رئيس الكتائب نيابة عن والده اعلان «انسحابه» من السباق الرئاسي تحت عنوان القناعة بأن الرئيس العتيد لن يكون لا من 8 ولا من 14 آذار، ما يعني استبعاد الأقطاب الموارنة الأربعة. وهو سبق له أن أبلغ المشاركين على طاولة الحوار خلال الجولة الثانية بهذا الموقف وبعدم ممانعة «الكتائب» من التضحية بترشيح الرئيس الجميل إذا كان هذا الأمر مدخلاً للتوافق.

– ثالثاً، الى مجموعات الحراك المدني من خلال مدها بالحماسة ومقويات الدعم لتكون أكثر فعالية وتنظيماً، وفي باله تقديم نفسه نموذجاً استقطابياً للشباب متسلحاً بالعنوان الإصلاحي.

وكان الجميل قال في مؤتمره الصحافي إنّ «تأخر تطبيق خطة النفايات أمر غير مقبول لأن فصل الشتاء يقترب».

وعن طاولة الحوار أكد «اننا نعرف مسبقاً ان هناك صعوبات كثيرة ومصالح شخصية وحسابات اقليمية… ولكن لا يجوز ان يطبّق اللبنانيون قانون السير ويعاقبون اذا قاموا بأية مخالفة، فيما النواب والاحزاب والطبقة السياسية لا ينفذون الدستور».

وتابع: «اعتبر اننا قمنا بخروقات عدة. اولاً اكدنا من خلال المناقشات انّ ايّ حل لموضوع الرئاسة وللمشكلة المؤسساتية يجب ان يمر بالدستور اللبناني وممنوع مخالفة الدستور، ووضعنا جانبا كل الافكار المتعلقة بمخالفة الدستور كإجراء انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب او خطوات اخرى تحتاج الى تعديل الدستور او مخالفته».

وكشف انه اخذ التزاما من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة بعقد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل.

أضاف: «لم نعد نريد لا 8 ولا 14 ولا تحالفات اقليمية، بل نريد ان نهتم بالشعب اللبناني وان نشكّل حكومة من تقنيين يجدون حلولا لمشكلة الكهرباء والمياه والنفايات وانتشال لبنان من الواقع الذي هو فيه»، مشدداً على ان «الضغط الشعبي مفصلي في مواكبة معاركنا في مجلس الوزراء والحوار». وتابع: «ممنوع ان يقف الحراك، شدوا الهمة ونحن مستعدون لاي مساعدة».

وعن الخلوة، قال: «هذه طريقة قديمة وما زال البعض معتادا عليها، لكن هذا الاسلوب انتهى. نحن موجودون في مجلس الوزراء واي قرار لا نوافق عليه لن يمرّ. نحن لدينا 8 وزراء مع وزراء «اللقاء التشاوري» والوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون».

كلير شكر